سلسلة أسماء الله الحسنى وصفاته "الوتر " الحلقة 17
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السابعة عشرة في موضوع (الوتر) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان :
تفسير التواتر:
جمع كثير من الناس عن جمع مثله : ثم عن ذلك الجمع الكبير من الصحابة، نقله جمع كبير من التابعين، من مختلف الأمصار والبلدان، وتطابقت رواياتهم رغم اختلاف أماكنهم وأنسابهم وأعمارهم ومشاربهم، فيستحيل أن يكونوا متواطئين على الكذب أو التأليف، وعددهم أكبر من أن نبحث في حياة كل منهم أصلاً، إذ لا حاجة لذلك ما دامت جميع رواياتهم متفقة ولم يشذ منها شيء. ثم نقله عن هذا الجمع جمع آخر في
الجيل التالي... وهكذا
من أول السند إلى منتهاه : من أول السند (أي ما وصلنا مكتوباً في المصاحف أو الكتب ومحفوظاً في صدور الحفاظ) إلى منتهاه (وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنسبة للحديث، أو جبريل عن ربه عز وجل بالنسبة للقرآن.
وكان مستندهم الحس: أي أن يكون الخبر المنقول خبرا حسيا، وليس عقليا ، فالخبر العقلي الحكم على صحته بصحة فحواه وعدم مناقضته
للعقل، ولا عبرة بعدد الناقلين، سواء كان واحدا أو ألفاً... (فهل الله
تعالى واحد أو ثالث ثلاثة، هذه قضية تثبت بالمناقشة العقلية والتفكر، لا بالبحث عن طريق نقل الخبر هل هو متواتر ام لا)
أما الأخبار الحسية فهي نوعان : أخبار غيبية تقصر الحواس عن إدراكها، وأخبار حسية اتصل بها إحساس المخبرين عنها، سواء أبصروها أو سمعوها او عايشوها بطريقة من الطرق..
فوقوع معركة اليرموك مثلا أمر حسي... تواتر نقله... فيفيدنا القطع بحدوثها .
أما الأمور الغيبية، ان انتهى النقل المتواتر لها لبشر عاديين، لا يفيدنا الخبر شيئا، لأن البشر العاديين ليس لهم وسيلة اتصال بالغيب..
فلو تواتر الخبر أن أحمد ياسين مثلا تنبأ بسقوط دولة اليهود خلال عشرين عاما، فهذا لا يفيدنا القطع بصحة الخبر، بل فقط بصحة صدوره عن أحمد ياسين..
لكن ان انتهى الخبر الغيبي لبشر ثبت بالمعجزات والدلائل الاخرى انه نبي، فهذا يعني أنه مبلغ صادق امين عن ربه، وبالتالي يفيدنا التواتر صحة الخبر
بذاته، وبالتالي وجوب الإيمان به...
الخلاصة : إذا كان الخبر حسيا غير غيبي فيفيدنا التواتر القطع بثبوته واذا كان الخبر غيبيا، فلا يفيدنا التواتر في اثبات مضمونه الا اذا
اتصل السند بنبي ثبتت نبوته بالمعجزة ؛ فعندها نستفيد القطع بمضمون الخبر إذا كان الخبر عقليا فلا يؤثر التواتر عليه لا نفيا ولا إثباتا، لأنه يدرك بالعقل.. [ الأنترنت - أيامنا الحلوة - تعريف القرآن الكريم المتواتر ]
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.