سلسلة أسماء الله الحسنى وصفاته "الباعث " الحلقة 154
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه
الحلقة الرابعة والخمسون بعدالمائة في موضوع (الباعث) وهي بعنوان :
* دعاة الإسلام يبينون الباعث الإيماني على طاعة الله:
الإيمان القوي يرتفع بصاحبه إلى قمة التوكل على الله والثقة في نصره على أعداء الله مهما كانت كثرتهم، ويحاول المؤمن القوي أن يرفع مدعي الإيمان الذي اضمحل إيمانهم إلى تلك القمة، بشتى الوسائل والأساليب، فلا يجدي ذلك فتيلاً، لأن الإيمان إذا اضمحل، ذل صاحبه وجبن وألف الذلة والجبن فيفضل القعود المذل على الحركة المعزة. {وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكاً، وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين، يا قوم أدخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين، قالوا يا موسى إن فيها قوماً جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها، فإن يخرجوا منها فإنا داخلون، قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما: ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون، وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين، قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون، قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي،
فأفرق بيننا وبين القوم الفاسقين}.[المائدة: 20ـ25].
ويدفع الإيمان القوي القلة من أهله، لتقف أمام الكثرة من أعداء الله، مستهينة بكثرتها، لأنها تستند إلى الذي آمنت به، ويقف الكثيرون من ضعاف الإيمان جبناء أمام أعداء الله، جازمين أنهم لا قدرة عندهم على قتالهم، لأن هؤلاء ليسوا مؤهلين للشجاعة الإيمانية والتوكل على الله بخلاف تلك القلة القوية الإيمان. اقرأ هذا الحوار بين الفئتين: {فلما فصل طالوت بالجنود قال: إن الله مبتليكم بنهر، فمن شرب منه فليس مني، ومن لم يطعمه فإنه مني، إلا من اغترف غرفة بيده، فشربوا منه إلا قليلاً منهم، فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده، قال: الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، والله مع الصابرين، ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبراً، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين، فهزموهم بإذن الله}.[البقرة: 249ـ251].
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .