سلسلة أسماء الله الحسنى وصفاته "الحليم "الحلقة 4
نبذة عن الفيديو
بسم الله ، والحمد لله ،والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فهذه الحلقة الرابعة في موضوع (الحليم) وهي بعنوان : معنى الحليم :
والحليم مأخوذٌ من الحِلْم، والحلمُ هو الأناة، ومعالجة الأمور بصبر وعلم وحكمة، وهو يُطلق في اللغة على ترك العجلة، فالحليم لا يعجل، والحليم من الخَلْقِ يضبطُ نفسه، والحِلمُ في الطِباعِ أناةٌ وعدم هيجان.
ويقال: الحلم أيضاً في اللغة خلاف الطَيْش، فالحليم لا يطيش، هذه
المعاني هي معنى الحليم في اللغة. أمَّا معناه في حقِّ الله تعالى فإنه لا يبعدُ عن هذه المعاني، فإنَّ الله تعالى حليمٌ ذو أناة، لا يعاجلُ عباده بالعقوبة، كلُّ ما يكونُ منه يكونُ برفقٍ، ويكونُ بطمأنينةٍ، ويكونُ منه جلَّ وعلا بصبرٍ وحكمةٍ ورحمة.
ولذلك لا يستفزه غضب جلَّ في علاه، ولا يستخفَّه جهلُ جاهل، ولا عصيان عاصٍ، كما أنه سبحانه وبحمده يصفح ويتجاوز ويعفو، ولا يعاجل عباده بالعقوبة، بل حتى إذا استعجلَهُ العباد بالعقوبة فإنهم يجدون رباً حليماً جلَّ في علاه، قال الله تعالى: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَه} أي: أنَّ الله تعالى:لا يخلف الميعاد فيما وعدَ به المكذبين للرسل من العقوبات، لكن من رحمته أنه جلَّ في علاه يستأني بعباده، ويحلم عليهم، ويُملي لهم، حتى يكونَ الأخذ على بيِّنةٍ وبصيرة، وجلاءٍ ووضوح، {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} إذاً معنى الحليم في صفات الله عزَّ وجل أنه جلَّ في علاه ذو أناةٍ، ذو صبرٍ وحكمةٍ، أنه يدبِّرُ أموره على رحمةٍ ورأفةٍ وأناةٍ بعباده، وأنه لا يعاجلُ بالعقوبة، ولا تستفزه المعاصي، ولا يَعْجلُ لاستعجال المستعجلين؛ بل قد جعل الله تعالى لكلِّ شيءٍ قدراً، ولكلِّ أجلٍ كتاب، فإذا حقَّ القول، وجاء الأمرُ من الله عزَّ وجل كانَ ما كانَ من قدره جلَّ في علاه. [ الأنترنت - موقع د خالد المصلح ]
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .