سلسلة أسماء الله الحسنى وصفاته "المقيت"الحلقة 11

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

 الحاديةعشرة في موضوع (المقيت ) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان : *معنى المقيت :

قال ابن جرير الطبري : المقيت من (أسماء الله الحسنى)  اختلف أهل

التأويل في تأويل قوله ﴿وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا﴾ سورة النساء: 85، فقال بعضهم تأويله: وكان الله على كل شيء حفيظاً وشهيداً، وقال آخرون معنى ذلك: القائم على كل شيء بالتدبير ، وقال آخرون: هو القدير، ثم قال: (والصواب من هذه الأقوال، قول من قال: معنى المقيت القدير، وذلك فيما يذكر كذلك بلغة قريش وينشد للزبير بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم:

وذي ضغن كففت النفس عنه *** وكنت على مساءته مقيتًا

وقد قيل: إن منه قول النبي صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقيت» وفي رواية من رواها (يقيت) يعني: من هو تحت يديه وفي سلطانه من أهله وعياله، فيقدر له قوته، يقال منه أقات فلان الشيء يقيته إقاته، ووقاته يقوته قياتة، والقوت الاسم.

وقال السعدي :«المقيت الذي أوصل إلى كل موجود ما به يقتات، وأوصل إليها أرزاقها، وصرفها كيف يشاء بحكمته وحمده»

قال القرطبي: «بعد أن ذكر المعنى اللغوي: فالمعنى أن الله تعالى يعطي كل

إنسان وحيوان قوته على مر الأوقات، شيئاً بعد شيء، فهو يمدها في كل وقت بما جعله قواماً لها، إلى أن يريد إبطال شيء منها فيحبس عنه ما جعله مادة لبقائه فيهلك» وذهب الفراء، والخطابي، وابن قتيبة أن معنى (المقيت ) القدير

قال الغزالي: «المقيت معناه خالق الأقوات، وموصلها إلى الأبدان وهي الأطعمة، وإلى القلوب وهي المعرفة، فيكون بمعنى الرزاق إلا أنه أخص منه إذ الرزق يتناول القوت وغير القوت، والقوت ما يكتفي به في قوام البدن، وأما أن يكون بمعنى المستولي على الشيء، القادر عليه، والاستيلاء يتم بالقدرة والعلم، وعليه يدل قوله تعالى: ﴿وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا﴾ سورة النساء:85، أي: مطلعاً قادراً، فيكون معناه راجعاً على القدرة والعلم، ويكون بهذا المعنى وصفه بـــ المقيت أتم من وصفه بالقادر وحده وبالعالم وحده، لأنه دال على اجتماع المعنيين، وبذلك يخرج هذا الاسم عن الترادف»

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .