سلسلة أسماء الله الحسنى وصفاته "المقيت"الحلقة 8

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة في موضوع (المقيت ) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان : وقفة مع آية النساء:

ما لي سوى فقري إليك وسيلةٌ  *** فبالِافتقار إليك فقري أدفعُ

ما لي سوى قرعي لبابك حيلةٌ  *** فإذا رُددتُ فأيُّ باب أقرعُ

إن سطوةَ خصومِ الإسلامِ المعتدين، وغطرسةَ المناوئين المعاندين، وكبرياءَ الانتهازيين المستعمرين - مؤسَّسةٌ على أنقاض ضَعفِ المسلمين، الذي أفلتوا زمام اليقين، بأن الله ناصرُ أوليائه الصالحين، وأنه ذو القوةِ المتين. أسفي على الإسلام هان عرينُه *** وعدا عليه الفاتكُ المستأسِدُ

وإن النظرَ في سنن الله في القضاء على الجبابرة قديمًا وحديثًا - بيِّنةٌ جليَّة، وإذا كانت الأمثلةُ على ذلك في الكتاب والسُّنة كثيرةً، فلنذكر مثالَ فرعون الذي علا في الأرض وتكبَّر وتجبَّر، لما أخبره المنجمون بأن ملكَه سيذهبُ على يد مولودٍ من بني إسرائيل، رأى الحلَّ في قتل جميع مواليدِ بني إسرائيلَ؛ قال الزجاج: "والعجبُ من حمق فرعونَ؛ فإن الكاهن الذي أخبَره بذلك إن كان صادقًا عنده، فما ينفع القتل؟ وإن كان كاذبًا، فلا معنى للقتل"، وخوفًا من انقراض النسل، فضَّل فرعون أن يقتلَ المواليدَ سَنةً، ويستحييهم سَنة، فقضى ربُّنا عز وجل أن يولدَ موسى عليه السلام في السَّنة التي يقتل فيها المواليد، ليُلقى في البحر، وليلتقطَه آلُ فرعون، وليتربى في قصر فرعونَ، وليهلكَ فرعون على يده، ﴿ فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا ﴾ [القصص: 8]؛ لتمضي قدرةُ الله التي لا يمنعُها مانعٌ، ولا يحجُزُها حاجزٌ.

 وكيف يفرُّ المرءُ عنك بذنبِه *** إذا كان يطوى في يديك المراحِلَا؟!

والذي جعل النارَ على سيدنا إبراهيم بردًا وسلامًا، والذي فلَق البحرَ نصفين بضربةِ عصا موسى، والذي فجَّر من الحجر ينابيعَ المياه، والذي وهب لإبراهيم وزكريا أولادًا مع الكبر والعقم - هو الذي يُغنيك إذا افتقرت، ويثبِّتك إذا اضطربت، ويَشفيك إذا مرِضت، إذا صدَق لُجْؤُك إليه، وصحَّ اعتمادُك عليه، وسلِم افتقارُك إليه؛ ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62

كن مع الله ترَ اللهَ معكْ  *** واترُكِ الكلَّ وحاذِرْ طمعَكْ

وإذا أعطاك من يمنعُه؟  *** ثم من يُعطي إذا ما منعَكْ؟

هذا تمييزُنا بين القدرة الربانيَّةِ، والقدرةِ البشريَّة، فكيف فهم غيرُ المسلمين هذه المعادلةَ؟ ذلك ما سنحاولُ معرفتَه في المناسبةِ القادمة إن شاء الله.

فاللهم بلِّغنا مما يُرضيك آمالنا، واختم بالباقيات الصالحات أعمالَنا.

اللهم وأبرم لهذه الأمةِ أمرَ رشدٍ، يُعَزُّ فيه أهلُ طاعتِك، ويذلُّ فيه أهلُ معصيتك، ويؤمرُ فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر، إنك سميع مجيب.

[الأنترنت- موقه الألوكة  - سم الله القادر - القدير - المقتدر - د. محمد ويلالي] [ الأنترنت – موقع الموسوعة الحرة –  الأقوال في معنى المقيت ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .