سلسلة أسماء الله الحسنى وصفاته "المقيت"الحلقة 4

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعة في موضوع (المقيت ) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان :

المعنى في حقِّ الله تعالى:

قال ابن جرير الطبري -رحمه الله-: «اختلف أهل التأويل في تأويل قوله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا}؛فقال بعضهم في تأويله: وكان الله على كل شيء حفيظًا وشهيدًا، وقال آخرون معنى ذلك: القائم على كل شيء بالتدبير، وقال آخرون: هو القدير.والصوابُ من هذه الأقوال قولُ مَن قال: معنى المُقيت: القدير: وذلك أن ذلك فيما بلغه يُذكر كذلك بلغة قريش، وينشد للزبير بن عبد المطلب -عمِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم-: وذي ضِغنٍ كففتُ النفسَ عنهُ  *** وكنت على مساءَتهِ مقيتًا [أي: قادرًا]».

وقال الخطابي: "المقيت بمعنى القدير، والمُقيت أيضًا: معطي القُوت". وقال ابن العربي: وعلى القول بأنه (القادر) يكون من صفات [الذات]، وإن قلنا إنه اسم للذي يعطي القوت فهو اسم للوهاب والرزاق ويكون من صفات [الأفعال][الأنترنت – موقع الكلم الطيب - شرح اسم المقيت - هاني حلمي-]

وقال عبد العزيز الجليل : قيل في معناه : "الذي أوصل إلى كل موجود مابه يقتات، وأوصل إليها [للموجودات] أرزاقها، وصرفها كيف يشاء بحكمته وحمده".أي انه سبحانه هو الذي ينزل الأقوات للخلق،ويقسم أرزاقهم صغيرهم وكبيرهم ،غنيهم وفقيرهم، قوّيهم وضعيفهم .                   قال الله تعالى : {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ

مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} [هود:6]

وكل هذه الأرزاق والأقوات قدرها سبحانه عند خلقه للأرض. قال الله تعالى : {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ } فصلت/10 أي قدّرفيها مايحتاجه أهلها من الأرزاق والأماكن التي تُزرَع وتُغرَس،وما يصلح لمعاشهم من التجارات والأشجار والمنافع.

قال ابن كثير في تفسيره :{وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا} [النساء :

85]«قال ابن عباس : وعطاء وعطية وقتادة ومطر الوراق :( مقيتا) أي: حفيظا

وقال مجاهد: شهيدا . وفي رواية عنه: حسيبا. وقال سعيد بن جبير والسدي وابن زيد : قديرا . وقال الضحاك: المقيت:الرزاق ، وقال عبدالله بن كثير: المُقيت الواصب».ولايمنع أن يكون هذا الاسم متناولاً لجميع هذه المعاني بأن يكون معناه : الذي أحاط علماً بالعباد وأحوالهم وما يحتاجون إليه.

وأحاط بهم قدرة فهو على كل شيء قدير،وتولّى حفظهم ورِزقهم وأقدارهم، الذي يُقيت الأبدان الأطعمة والأرزاق، ويقيت قلوب من يشاء من عباده بالعلم والإيمان. [الأنترنت – موقع ولله الأسماء الحسنى-عبد العزيز الجليل.]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .