بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية في موضوع (المقيت ) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان : معنى اسم الله المقيت :

وقال آخرون: المُقيت الحفيظ. وهو قول ابن عباس  وقتادة ، واختيار أبي

 إسحاق ، لأنه مشتق من القُوت، يقال: قُتُّ الرجل أقوتُه قَوْتًا، إذا

حفظت نفسه بما تقوته ، والقوت اسم للشيء الذي يحفظ نفسه ولا فضل فيه، على قدر الحفظ.                                                                         فمعني المقيت الحفيظ الذي يُعطي للشيء قدر الحاجة من الحفظ .

وقال الكلبي في قوله: ﴿مُقِيتًا﴾ مجازيًا بالحسنة والسيئة . وهذا أيضًا راجع إلى معنى الحفظ؛ لأنه إنما يحفظ أعمال العباد ليجازي عليها.

وحكى بعضهم أن هذا من القوت، ومعنى المقيت الذي عليه قوت كل دابة ورزقها .

قال الفراء: يقال: أقات الشيء إقاتة، وقات أهله يقوتهم قياتة وقوتًا، والقوت الاسم، وجاء في الحديث: "كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يقوت"

وقال: المقيت الشهيد وهذا عائد إلى معنى الحفيظ . [الباحث القرآني - البسيط للواحدي — الواحدي (٤٦٨ هـ)]

-جلّ في علاه-  سمّى نفسه "المُقِيت" في موضع واحد في القرآن الكريم. 

 وهو قوله تعالى:{مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ

شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا} [النساء:85]. 

وورد هذا الاسم  مُطلَقاً  مُنوَّناً مقرونًا بمعاني العلوّ والفَوقية، وانطبقت عليه الشروط التي وضعها أهل العلم في إحصاء الأسماء فعلى هذا يكون هذا الاسم ثابتاً بالكتاب. [ الأنترنت – موقع الكلم الطيب  - شرح اسم المقيت -هاني حلمي ]

المعنى اللغوي : المُقِيت: من القَوْت، اسم فاعل للموصوف بالإقاتة ، أَقَات ،  قات يقوت قَوْتاً ، والقَوْت في اللغة: هو ما يمسك الرمق من

الرزق، يقال: قات الرجلَ أي أعطاه قُوْتَه ، ويطلق على الشيء المُدَّخَر المحفوظ الذي يُقتات منه حين الحاجة فيسمى قُوْتاً، كالطعام الضروري الذي تدَّخره في بيتك تأكل منه وأسرتك ، أما الشيء الزائد عن الحاجة فلا يسمى قُوتاً ، وبهذا يكون القوت على دربين: قوتٌ للأبدان و قوتٌ للأرواح .

فالماء والطعام المتنوّع قُوت ضروري للبدن وبنسب محددة لو قَلَّت هَلك البدن، وكذلك القلب له قُوْته الضروري الذي بدونه يهلك ويموت.

وقال بعض أهل العلم . المُقِيت يأتي بمعني المقتدر،قال الزجاجي رحمه الله: "المقيت المقتدر على الشيء"، يقال: أقات على الشيء إذا اقتدر عليه وهو بذلك [صفةُ ذات] ، أما إذا جاء بمعنى الذي يعطي القوت فيكون [صفة فعل].

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .