سلسلة أسماء الله الحسنى وصفاته "المقيت" الحلقة 1

نبذة عن الفيديو

بسم الله الرحمن الرحيم

 

(المختصر)

جمع وإعداد وتأليف الدكتور/ مسفر بن سعيد دماس الغامدي

    إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ،وأشهد أن لا اله الا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله  { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون }  آل عمران  / 120 { ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ، وخلق منها زوجها ، وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً ، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً } النساء / 1  { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً ، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً } الأحزاب  / 70 ، 71  وبعد : فهذه الحلقة الأولى في موضوع   ( المقيت ) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان :المقدمة والمعنى

فالـمقْت : صفةٌ فعلِيَّةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله عزَّ وجلَّ بالكتاب والسُّنَّة.

والدليل من الكتاب: قولـه تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ الله أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ [غافر: 10].

أما الدليل من السُّنَّة: فحديث عياض بن حمار رضي الله عنه: ((... وإنَّ الله نظر إلى أهل الأرض، فمقتهم؛ عربهم و عجمهم؛ إلا بقـايا من أهل الكتـاب...))  . في معنى قولـه تعالى: إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاءَ سَبِيلاً [النساء:22]؛ قال الزجاج: (الـمَقْتُ: أشد البغض)  .

وقد استشهد شيخ الإسلام لإثبات صفة (الْـمَقْت) بقولـه تعالى: كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ.

وقال الشيخ محمد خليل الهرَّاس شارحاً هذه الآيات: (تضمنت هذه الآيات

بعض صفات الفعل؛ من الرضا لله والغضب...والمـَقْت والأَسَف، وهي

عند أهل الحق صفات حقيقية لله عزَّ وجلَّ، على ما يليق به، ولا تشبه ما يتصف به المخلوق من ذلك، ولا يلزم منها ما يلزم في المخلوق)  .

وقال شيخ الإسلام أيضاً: (وكذلك وصف نفسه بأنه يمقت الكفار، ووصفهم بالـمَقْت، فقال: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ...، وليس المقت مثل المقت) [ الأنترنت – موقع الدرر السنية- الـمقْت ]

 وقداختلفوا في معنى المقيت، فقال الفراء: المقيت المقتدر، والمقدِّر أيضًا،

كالذي يُعطي كل رجل قوته  ، ونحو ذلك قال عبد الله بن مسلم: المقيت المقتدر، أقات على الشيء، إذا اقتدر عليه، وأنشد: وذي ضِغْنٍ كففتُ النفس عنهُ ... وكُنتُ على مساءتِه مُقِيتًا

قال أبو بكر: على هذا أهل اللغة، قال بعض فصحاء المعمرين: ثم بعد الممات ينشر من ... على النشر يا بني مُقيتُ ؛ معناه: من هو مقتدر.

ويقوي هذا القول ما قاله ابن عباس في رواية عطاء في قوله: ﴿وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا﴾: "يريد قادرًا"، وهو قول السدي وابن زيد

 المقيت: المقتدر، واختيار الكسائي والنضر بن شميل، وأنشد النضر:  تجلَّد ولا تجزع وكن ذا حفيظةٍ *** فإني على (الخير) لمقيت ؛ أي: قادر.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .