أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السابعة عشرة بعد المائة في موضوع "الظاهر الباطن "
نبذة عن الفيديو
بسم الله ، والحمد لله ،والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد :
فهذه الحلقة السابعة عشرة بعد المائة في موضوع(الظاهروالباطن)وهي
بعنوان:*مع اسم اللهِ الظاهر… حجة الله على كل جاحد :
إن الله سبحانه وتعالى -في أعراف المؤمنين-ظاهراً ظهوراً واضحاً، وهو عز وجل أظهر من كل ما سواه. إن المؤثِّر في أعراف المؤمنين أظهر من الأثر، والخالق أوضح من الخلق، والمكوِّن أجلى من الكون، وإن من أسماء الله اسم “الظاهر”.
يقول تاج الدين بن عطاء الله السكندري عن هذا المعنى -متفنناً في
التعبير والمعنى-جملة من التعبيرات تتَّحد ألفاظها إلا لفظاً واحداً أو
لفظين، فيتغير المعنى بسبب ذلك ويكون للعبارات في مجموعها معنى لطيف… إنه يقول:
-كيف يُتصور أن يحجبه شيء وهو الذي أظهر كل شيء؟ كيف يُتصور أن يحجبه شيء وهو الظاهر قبل وجود كل شيء؟ كيف يُتصور أن يحجبه شيء وهو أظهر من كل شيء؟ كيف يُتصور أن يحجبه شيء وهو أقرب إليك من كل شيء؟ كيف يُتصور أن يحجبه شيء ولولاه ما كان وجود شيء؟
أما عن الاستدلال بالأثر على المؤثِّر فإن ابن عطاء يقول في مناجاته:
“إلهي كيف يُستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك؟”
والمفتقر إلى الله -في كلمة ابن عطاء الله-هو الكون كله، هو هذه الآثار كلها، في وجودها وفي ارتباطها، وفي إمساكها، وفي العناية بها.
ويتابع ابن عطاء الله مناجاته فيقول متجهاً إلى الله:
– أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهِرَ لك؟ متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك؟ ومتى بعدت حتى تكون
الآثار هي التي توصل إليك؟
وفي هذا المنهج كلام كثير، ومهما يكن من شيء فإنه سواء سار الإنسان على النهج الصوفي أو على نهج الاستدلال فالله موجود، وقد كان في أزل ولا شيء معه ثم خلق الخلق.
ومن أسماء الله الحسنى “الظاهر”، ومن معاني كلمة الظاهر هو أن الله لكثرة البراهين الدالة عليه، ولكثرة الدلائل التي تشير إليه ظاهر… قيل يا إمام متى كان الله؟ فقال الإمام علي: ومتى لم يكن؟
وقال العلماء: لقد خلق الله كل الكائنات لتظهر آثار قدرته فيها، وهو سبحانه وتعالى ظاهر عليها من جميع الجهات.
إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .