أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الخامسة عشرة بعد المائة في موضوع "الظاهر الباطن "

نبذة عن الفيديو

بسم الله ، والحمد لله ،والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد :

فهذه الحلقة الخامسة عشرة بعد المائة في موضوع(الظاهروالباطن)وهي

بعنوان: *اصلاح الظاهر لا ينفع معه فساد الباطن :

سيبدو لها طيب ونور وبهجة وحسن ثناء يوم تبلى السرائر

تالله لقد رفع لها علم عظيم فشمرت إليه، واستبان لها صراط مستقيم فاستقامت عليه، ودعاها ما دون مطلوبها الأعلى فلم تستجب إليه، واختارت على ما سواه وآثرت ما لديه، قيل للحسن: سبقنا القوم على خيلٍ دُهمٍ ونحن على حُمرٍ معقرة، فقال: إن كنت على طريقهم فما أسرع اللحاق بهم، نسأل الله عز وجل التوفيق لاتباعهم، وأَن يجعلنا من أتباعهم من أهم عوامل ارتقاء العبد عند الله تعالى ونيل الدرجات العلى إصلاحه لسريرته، فينبغي على العبد أن يبذل جهده كله في أن يكون في إصلاح قلبه وتدارك حاله وأن يكون ظاهره في مستوى باطنه، وكم نحن بحاجة -عباد الله- بحاجة عظيمة إلى إصلاح سرائرنا. وهناك وسائل تعتبر ذخيرةً لإصلاح السريرة وهي كثيرة، منها الخلوة المشروعية: إنه لا بد للعبد من أوقات يخلو بها مع نفسه، يذكرها ويناجيها، ويحاسب نفسه ويعاتبها، ويتدبر ويتفكر، وإلا وقع في شراك الغفلة وقساوة الخُلطة. يقول ابن القيم رحمه الله: "من فقد أنسه بين الناس ووجده في الوحدة فهو صادق ضعيف، ومن وجده بين الناس وفقده في الخلوة فهو معلول، ومن فقده بين الناس وفي الخلوة فهو ميت مطرود، ومن وجده في الخلوة وبين الناس فهو المحب الصادق القوي في حاله، ومن كان فتحه في الخلوة لم يكن مزيده إلا منها، ومن كان فتحه بين الناس ونصحهم وإرشادهم كان مزيده معهم، ومن كان فتحه في وقوعه مع مراد الله حيث أقامه وفي أي شيءٍ استعمله كان مزيده في خلوته ومع الناس". قال : ((ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه)). ومن وسائل إصلاح السريرة المراقبة، وهي أن يتيقن العبد بأن الله تعالى مطلعٌ عليه، وأنه لا تخفى عليه خافية، مهما بالغ العبد في إخفائها، قال تعالى: يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ . فمتى ما أحس العبد بانفراده وخلوته، وتحركَ في نفسه داعي المعصية، فليتذكر أن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فيدفع تلك الخاطرة، ولسان حاله يقول:

وإذا ما خلوت بريبــة في ظلمــــة والنفس داعية إلى الطغيــان

فاستحي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .