أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة عشرة بعد المائة في موضوع "الظاهر الباطن "
نبذة عن الفيديو
بسم الله ، والحمد لله ،والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد :
فهذه الحلقة الرابعة عشرة بعد المائة في موضوع(الظاهروالباطن)وهي
بعنوان: *اصلاح الظاهر لا ينفع معه فساد الباطن :
يقول أبو سليمان الدراني رحمه الله: "من صَفّى صُفِّي له، ومن كدَّر كُدِّر عليه، ومن أحسنَ في نهاره كوفئَ في ليله، ومن أحسنَ في ليله كوفئَ في نهاره، ومن صدق في ترك الشهوة ذهب الله بها من قلبه، والله أكرم من أن يعذب قلبًا بشهوة تركت له". لقد كان سلف الأمة أشد عناية بإصلاح سرائرهم وحفظ جوارحهم، وإليكم -عباد الله- طائفة من قصصهم أعتذر أثناءها عن التعليق حتى لا أكدر صفوها وأفسد رونقها، ولكن أسوقها إليك وأسردها عليك لتسبح في فضائها الرحيب وتطلعَ على خبرها العجيب، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ . ففي الجهاد: يقول محمد بن المثنى: حدثنا عبد الله بن سنان قال: كنت بطرسوس فصاح الناس: النفيرَ النفيرَ، فخرج ابن المبارك والناس، فلما اصطف الجمعان خرج رومي فطلب البراز، فخرج إليه رجل فشد عليه العلج فقتله، حتى قتل ستة من المسلمين، وجعل يتبختر بين الصفين يطلب المبارزة، ولا يخرج إليه أحد، فالتفت إليَّ ابن المبارك فقال: يا فلان، إن قتلت فافعل كذا وكذا، ثم حرك دابته وبرز للعلج، فعالج معه ساعةً فقتل العلج، وطلب المبارزة، فبرز له علج آخر، فقتله حتى قتل ستة علوج، فطلب البراز، فكأنهم كانوا كاعوا عنه فضرب دابته، وطرد بين الصفين ثم غاب، فلم نشعر بشيءٍ، وإذا أنا به في الموضع الذي كان فقال لي: يا عبد الله لئن حدثت بهذا أحدًا وأنا حي فذكر كلمة. وفي الصلاة والدعاء: يقول سلام بن أبي مطيع: كان أيوب يقوم الليل يُخفي ذلك، فإذا كان قبيل الصبح رفع صوته كأنه إنما قام تلك الساعة. وفي الصيام: عن إسحاق بن خلف قال: أقام عمرو بن قيس عشرين سنة صائمًا ما يعلم به أهله، يأخذ غذاءه، ويغدو إلى الحانوت فيتصدق بغذائه ويصوم وأهله لا يدرون. وفي الصدقة: عن محمد بن إسحاق قال: كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين يؤتون بالليل. وفي قراءة القرآن الكريم: عن الأعمش قال: كنت عند إبراهيم النخعي وهو يقرأ في المصحف، واستأذن عليه رجل فغطى المصحف، وقال: لا يرى هذا أني أقرأ فيه كل ساعة. وفي البكاء: عن حماد بن يزيد قال: كان أيوب ربما يحدث بالحديث فيرى فيلتفت ويمتخط، فيقول: ما أشد الزكام! هؤلاء رجالٌ مؤمنون ونساءٌ مؤمنات يحفظ الله بهم الأرض، بواطنهم كظواهرهم بل أجلى، وسرائرهم كعلانيتهم بل أحلى، وهمتهم عند الثريا بل أعلى، إن عرفوا تنكروا، وإن رُئيت لهم كرامة أنكروا، فالناس في غفلاتهم وهم في قطع فلاتهم، تحبهم بقاع الأرض، وتفرح بهم أملاك السماء. فهلا استيقظت الهمة وانكشفت الغمة واتضحت الطريق للحاق بهم ولو في الساقة أو من بعيد، فلله هاتيك القلوب وما انطوت عليه من الضمائر! وماذا أودعنه من الكنوز والذخائر! ولله طيب أسرارها يوم تبلى السرائر!
إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .