"الظاهر الباطن جل جلاله" أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الخامسة في موضوع "الظاهر الباطن "
نبذة عن الفيديو
بسم الله ، والحمد لله ،والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد :
فهذه الحلقة الخامسة في موضوع (الظاهر والباطن ) وهي بعنوان :
* أسماءُ الله وصفاته في معتقد أهلِ السنة والجماعة :
(13) رجّحَ الشيخ الأشقر أن الاسم الأعظم هو ((الله)) لأمور:
الأول: دلالة الأحاديث الورادة في تعيين هذا الاسم( اسم الله الأعظم ).
الثاني: الاسم تكرر ( 2602) مرةً، بينما الرحمن (57) والرحيم (114).
الثالث: الاسم أكبرُ أسماءِ الله، وأجمعُها، وحقيقة اسمِ الله = المنفرد في ذاته وصفاته وأفعاله عن نظير، وهذه هي حقيقة الألوهية.
الرابع: هذا الاسم لم يطلق على غير اللهِ، ولا يتجرأ أحدٌ على ادعائه، ويقال " الأسماء الحسنى من أسماء الله، ولا يقال: الأسماء الحسنى من أسماء الرحيم أو الغفور ".
(14) علاقةُ صفاتِ الله بذاته : أهل السنة والجماعة يقولون : إنّ
صفات اللهِ هي عينُ ذاتِ الله، ولا هي غيره، ذلك أن جزء الشيء
اللازم، وصفته اللازمة ليست غيره، ولا يقال : هي عينُ الذات.
يقول شيخ الإسلام ((الذي عليه سلف الأمة وأئمتها إذا قيل لها: علم الله، كلام الله، هل هو غير الله أم لا؟ لم يطلقوا النفي ولا الإثبات، فإنه إذا قيل:هو غيره أوهم أنّه مباين له،وإذا قيل: ليس غيره أوهمَ أنّه هو)
فيرى شيخ الإسلام الاستفصال؛ لأنّ صفاتِ الموصوف لا تكون مباينة له، وليست الصفة هي الموصوف، فهي غيره باعتبار، ويمتنع وجود الذات البريّة عريّة عن الصفات.
مثال: اسم الله عزوجل يتناول الذات الموصوفة بصفات الكمال، وهذه الصفات ليست زائدة على المسمى، بل هي داخلة في المسمّى، ولكنها زائدة على الذاتِ المجرّدة التي يثبتها نفاة الصفات.
(15) يرى الفلاسفة أن صفاتِ الباري ليست معاني قائمة بذات الله، بل هي ذاته، فليس عندهم صفات زائدة على الذات كالعلم والقدرة، بل علمه وقدرته هي إرادته، وأدى بهم هذا إلى نفي الصفات تماما، ويرى المعتزلة أن اللهَ عالمٌ بذاتِه، سميع بذاته، ولم يثبتوا صفات زائدة على
الذات، وقد زعموا أن الإثبات يلزم منه أمرين:
الأول: أن تكون الصفات حادثة، فيلزم من ذلك قيام الحوادث بذاتِه، وخلوه –تبارك وتعالى– في الأزل عن العلم والقدرة والإرادة والإحياء، وهذا باطلٌ بالاتفاق.
الثاني: أن تكون الصفات قديمة، فيلزم تعدد القدماء، وهو كفر بإجماع المسلمين. والجواب عن شبهتهم: أن المحظور هو تعدّد القدماء المغايرة، ونحن نمنع تغاير الذات مع الصفات، والصفات بعضها مع بعض، فينتفي التعدد، ولئن سلّم ما زعموا من تعدد القدماء، فالممنوع إن كانت ذواتا مستقلة، لا تعدد ذات وصفات، والقول الحق: أن صفات الله وذاته أزلية.
إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .