"الظاهر الباطن جل جلاله" أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الأولى في موضوع "الظاهر الباطن "
نبذة عن الفيديو
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الحديد: 3].
ص2315
إن الحمد لله ، نحمده ،ونستعينه ،ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ،وأشهد أن لا اله الا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } آل عمران / 120 { ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ، وخلق منها زوجها ، وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً ، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً }النساء / 1 { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً ، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً } الأحزاب / 70 ، 71 وبعد :
فهذه الحلقة الأولى في موضوع ( الظاهر والباطن ) وهي بعنوان :المقدمة:
* أسماءُ الله وصفاته في معتقد أهلِ السنة والجماعة :
(1) قوله تعالى (وللهِ الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه وسيجزون ما كانوا يعملون) هذه الآية تقرر ثلاثة خطوط : (أ) إثبات ما أثبته الحق من أسمائه الحسنى، وما دلت عليه الأسماء من صفات (ب) ثمرة هذا العلم، وهو دعاؤه بأسمائه (ج) معرفة خط الانحراف الذي يتمثل في الإلحاد بأسمائه، ثم اجتنابه واجتناب أهله.
(2) التعرف على الله بأسمائه وصفاته عن طريقِ العقل : مدحضةٌ مزَلة، يقول ابن بدران (فإن قلنا –صفاته تعلم- بطريق العقل وقفنا موقفَ
الحائر؛ لأننا نرى العقلاء قد اضطربوا اضطرابًا شديدًا، فبعضهم ادّعى الإثنينية، وآخرون ادّعوا التثليث، وقوم ادّعوا الإلحاد، وكل هذا من
أوصاف المخلوق، ولا يليق بواحد منها أن يكون من أوصاف الخالق) العقود الياقوتية، مختصرا.
(3) العلمُ بالأسماء والصفات أحد ركني التوحيد، ويدخل تحت ( التوحيد القصدي الإرادي).
(4) العلم بأسماء الله وصفاته أشرف العلوم، يقول ابن العربي (شرف العلم بشرف المعلوم، والباري أشرف المعلومات، فالعلم بأسمائه أشرف العلوم).
(5) اختار الشيخ الأشقر أنّ معنى (من أحصاها دخل الجنّة) أي: حفظها، قال ابن حجر (قال النووي: قال البخاري وغيره من المحققين: معنى أحصاها حفظها، هو الأظهر ثبوتا لنصه في الخبر) وهكذا فسرها البخاري.
(6) "التشبّه بأخلاقِ الله، أو التخلّق بأخلاقِ الله " وهذه العبارة مأخوذ من قول الفلاسفة: (الفلسفة التشبّه باللهِ على قدرِ الطاقة) وهذا المنحى غيرُ سديد لأمور:
الأول: أن الأخلاق للهِ، أما فيما يتعلّق بالله فيُقال( صفاتُه )
الثاني: الفلاسفة متناقضون، فتحقيق مذهبهم نفي الصفات عن الله عزوجل، فكيف يدعون إلى التشبّه بصفاتِ الله، وهم ينفونها عن اللهِ،
الثالث: من صفاته ما يمنع من إطلاقها على العباد، كالمتكبر والعظيم، فالصواب: علينا أن نتخلق بالأخلاق التي أمرنا اللهُ ورسوله التخلق بها، ونبتعد عن الأخلاق التي نهينا عن التخلق بها.
(7) ذكر الشيخ الأشقر جملةَ ما عدّه العلماء من أسماء الله تعالى، وتبلغ (290) اسمًا، وساقها الشيخ لتُعلم فقط، ولكن كثيرًا منها لا يمت إلى
"أسمائه" بصلة.
إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .