أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة بعد الاربعمائة في موضوع "الحفيظ

نبذة عن الفيديو

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد : فهذه

الحلقة التاسعة بعد الأربعمائة في موضوع (الحفيظ) والتي هي بعنوان:

*حفظ الله لنبيه صلى الله عليه وسلم :

 وبعد الانتهاء من "بدر" قال تعالى في سورة الأنفال: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 193]؛ لإحقاق الحق وإبطال الباطل، لا في الجزيرة وحدَها، ولكن في أرجاء الأرض، وليظل الجهاد ماضيًا إلى يوم القيامة.

لقد أبى كفار مكة الدخولَ في الإسلام، وهم أحرار في ذلك، أما أن يقاتِلوا المسلمين ويؤذوا المستضعفين، ويصروا على إعلاء كلمة الكفر حتى تسمع بهم العرب فيهابوهم، ويكسروا شوكة الإسلام - فهذا مما لا حقَّ لهم فيه، وليسوا أحرارًا فيما قرروه وأصروا عليه وسَعَوا إلى تنفيذه.

إن منهج الدعوة في الإسلام يسير مصاحبًا ومتصفًا بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، حسب ما جاء في قوله تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل: 125]، وقد التزم المسلمون بهذا المنهج، لكن ما الذي دفع المسلمين وحرَّضهم على استعمال أسلوب القوة متمثلًا في القتال؟

إنها غطرسة قريش وعدوانها، جاء في تفسير الآية السابقة: (ثم إن الدعوة تتضمن تكاليف المدعوين بالرجوع عن الدين المألوف، والفطامُ منه شديد، وربما تنجرُّ إلى المقاتلة، فحينئذٍ أمر الداعي وأتباعه برعاية العدل والإنصاف في حال القتال، قائلًا: ﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ ﴾ [النحل: 126])[

هامش تفسير الطبري؛ للنيسابوري، دار الريان للتراث، 1987م، ج14 مجلد7، ص130.]

ويقول القرطبي: (هذه الآية نزلت بمكة في وقتِ الأمر بمهادنة قريش، وأمره أن يدعو إلى دين الله وشرعه، بتلطف ولين، دون مخاشنة وتعنيف، فهي مُحْكَمة في جهة العصاة من الموحِّدين، ومنسوخة بالقتال في حق الكافرين) [تفسير القرطبي، ج6، ص3816.[ الأنترنت – موقع الألوكة  - حفظ الله لنبيه صلى الله عليه وسلم - د. أمين الدميري ]

إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .