أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السابعة بعد الاربعمائة في موضوع "الحفيظ

نبذة عن الفيديو

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد : فهذه

الحلقة السابعة بعد الأربعمائة في موضوع (الحفيظ) والتي هي بعنوان:

*حفظ الله لنبيه صلى الله عليه وسلم :

    لقد كان مِن فضائل الله تعالى على البشرية - حفظُ رسوله صلى الله عليه وسلم، فقد نجَّاه الله تعالى من مكر أعدائه لما اجتمعوا على قتله، وحفِظه عليه الصلاة والسلام حتى وصل إلى دار الهجرة، فأقام فيها دولةَ الإسلام التي غاظَت قُوى الكفر إلى يومنا هذا، والمستفاد من ذلك ما يلي:

1- على الدعاة إلى الله أن يبذلوا جهدهم في الدعوة وأن يشرحوا التوحيد، ويحثوا الناس على الالتزام بمكارم الأخلاق، ثم يصبروا على مشاقِّ الطريق حتى يحكم الله بينهم وبين قومهم، فمهمَّتهم التبليغ والبيان، أما النتائج، فلا يملكها إلا اللهُ وحده.

2- أن النتائج لا ينتظرها الداعي في الحال، فقد يقول الكلمة ولا تأتي

 بثمارها إلا بعد حين، وقد يكون حقل دعوته في مكانٍ ما وتأتي الثمرة في مكان آخر، فقد وُلِدت الدعوة في مكة، ثم بلغت غايتَها في المدينة.

3- وسواء كان للإسلام قاعدة أم لم تكن، ففي كل حال يجب على الدعاة أن يسلكوا المنهج الذي سلكه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فقد بدأ بدعوة عشيرته إلى التوحيد، ثم ربَّى أصحابه على حب الله وتعظيمه، كما ربَّاهم على الصبر والتحمل وضبط النفس، والانقياد لأوامر الله عز وجل؛ حيث أمرهم بعد ذلك بالهجرة فهاجَروا، وبالقتال فقاتَلوا.

• ومِن عناصر التربية الإيمانية أن الله تعالى يتفضَّل على عباده بالحفظ والعناية، وكشف لهم كذب أعدائهم، كما أن من فضائله سبحانه إمهالَه للعصاة والمعاندين، وإعطاءهم الفرصة كاملة كي يراجعوا أنفسهم ويستوثقوا من حقيقة أفعالهم، وقد تفضَّل الله عز وجل على عصاة هذه الأمة بأن رفع عنهم عذاب الاستئصال، وجعل سُنته فيمَن عصى ونكث هي الإمهال أو الاستبدال، فإذا ركد الجهاد أذلَّهم واستبدل بهم غيرَهم، وذلك بعد إمهالهم، ومِن هنا كانت حتمية الجهاد بالكلمة، والتعليم، والنصح، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكذا جهاد الفقر والجهل، وجهاد النفس والشيطان، وجهاد العلمانيين والماسونيين وقوى الإلحاد.

وإذا كان النضر بن الحارث قديمًا يجلس في مجالس النبي صلى الله عليه وسلم، ويحكي للناس حكايات (اسفنديار)؛ ليصرف الناس عن دين الله تعالى، وعن سماع الحق (كما سبق الحديث عن ذلك) - فإن أمثاله كثيرون، يشغلون الناس بالليل والنهار بوسائلَ كثيرة؛ تشجع الرذائل، وتنشر الفواحش، وتبيح التحلل والمجون، وتصرف الناسَ وتصدُّهم عن

دين الله عز وجل!

ومِن هنا وجب على الدعاة أن يُحذِّروا الناس من هذا البث الفاسد، والعبث المفسد للفطرة، والمدمر للإنسان والمجتمع، ولا بد من إيجاد البديل الذي يملأ فراغ الناس، وهو جهد الدعاة، وما يملكون من علم ووسائل وأساليب تتناسب مع طبيعة العصر وتطور أجهزة الإعلام بكافة أشكالها.

وبما أن الكفار يبذلون الأموال الهائلة في الصد عن سبيل الله، فقد وجب على المسلمين أن يُضاعِفوا جهودهم، وينفقوا أموالهم في سبيل نشر الدعوة والتعريف بالإسلام، وتحسين أحوال الدعاة، وحل مشاكلهم الاقتصادية والاجتماعية، فالأمل فيهم كبير، خصوصًا العاملين في حقل الدعوة من أساتذة ومعلمين في الكليات الإسلامية والمعاهد الأزهرية، فلا بد من تأمين سلامتهم وكفايتهم، فهم الأَولى بالحصانة؛ لِما لهم من مكانة عالية، ولما عليهم من مسؤولية ومهمة سامية، فجزاهم الله خير الجزاء.

إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .