أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الخامسة بعد الاربعمائة في موضوع "الحفيظ
نبذة عن الفيديو
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد : فهذه
الحلقة الخامسة بعد الأربعمائة في موضوع (الحفيظ) والتي هي بعنوان:
*حال السلف مع الوقت وحفظه :
ثامناً: تذكُّر الموت وساعة الاحتضار
الموت يأتي بغتة. وليس له سن معلوم، ولا زمن معلوم ولا مرض معلوم، وذلك ليكون المرء على أهبة من ذلك، مستعدا لذلك
لأن الله تعالى قد أخبرنا أن الموتى يطلبون الرجعة إلى الدنيا عند الموت لما رأوا من قيمة الحياة، قال تعالى: { حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ (100) }[المؤمنون:99-100].
قال قتادة: والله ما تمنى أن يرجع إلى أهل ولا إلى عشيرة، ولا أن يجمع
الدنيا ويقضي الشهوات، لكنه تمنى أن يرجع فيعمل بطاعة الله
فكل مفرّط يندم عند الاحتضار ويسأل التأخير ولو زمنا يسيرا ليستعتب ويستدرك ما فات
ولذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإكثار من ذكر هادم اللذات
فالمرء وهو في غفلة والأيام عليه تمر، والسنين تنقضي، ورصيده من الحسنات قليل، لأنه ضيّع حياته في اللهو واللعب، وأنفق أوقاته في الغناء والطرب، وقضى شبابه في الملذات والشهوات، عندما يتذكر الموت يفكر في الرجوع إلى الله قبل أن تأتيه سكرات الموت:{ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11) }[المنافقون]
تاسعاً: تذكُّر السؤال عن الوقت يوم القيامة تذكُّر السؤال عن الوقت يوم القيامة حين يستدبر المرء الدنيا ويستقبل الآخرة ويتمنى لو مُنح مهلة من الزمن ليصلح ما فسد ويتدارك ما فات، ولكن هيهات هيهات، فقد انتهى زمن العمل وحان زمن الحساب والجزاء.
{ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [الحجر:92، 93] فالفراغ خطير والوقت ثمين، إن لم يُشغل بالنافع المفيد جرَّ إلى المضار الوخيمة
فالمرء عليه أن يعلم أن الناس في هذا العالم سفر، وأول منازلهم المهد، وآخرها اللحد، والوطن هو الجنة أو النار، والعمر مسافة السفر، فسِنُونه مراحله، وشهوره فراسخه، وأيامه أمياله، وأنفاسه خطواته، وطاعته بضاعته، وأوقاته رؤوس أمواله، وشهواته وأغراضه قطّاع طريقه، وربحه الفوز بلقاء الله تعالى في دار السلام مع الملك الكبير والنعيم المقيم، وخسرانه البعد عن الله مع الأنكال والأغلال والعذاب الأليم في دركات الجحيم، فالغافل في نَفس من أنفاسه حتى ينقضي في غير طاعة تقربه إلى الله زلفى، متعرض في يوم التغابن لغبينة وحسرة ما لها منتهى، ولهذا الخطر العظيم والخطب الهائل شمّر الموفَّقون عن ساق الجد، وودّعوا بالكلية ملاذَ النفس، واغتنموا بقايا العمرفهذه أمور كثيرة، لكي نستفيد ونستثمر وندخر هذا الوقت.
فاغتنم يا عبد الله صحتك فاستعن بها على صيام النهار وقيام الليل والرواح إلى المساجد، والغدو في طلب العلم، قبل أن تبتلى بالمرض فتتمنى أن تصوم فلا تقدر، وأن تصلي قائما فلا تستطيع، وأن تخرج إلى المسجد فلا تحملك رجلاك، وهنالك تندم على أيام كنت فيها قادرا على ذلك كله وتركته. واملأ فراغك بما ينفعك من صالح الأعمال قبل أن تشغل، وهنالك في وسط الشغل تتمنى ساعة تقرأ فيها كتابا، أو تحضر فيها درسا فلا تجد، فتندم على ما ضيعت من ساعات بل سنين
[ الأنترنت – موقع الأسباب المعينة على حفظ الوقت من الهدر والضياع ]
إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .