أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثالثة بعد الاربعمائة في موضوع "الحفيظ

نبذة عن الفيديو

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد : فهذه

الحلقة الثالثة بعد الأربعمائة في موضوع (الحفيظ) والتي هي بعنوان:

*حال السلف مع الوقت وحفظه :

قال ابن القيم رحمه الله: "العبد من حين استقرت قدمه في هذه الدار فهو مسافر فيها إلى ربه، ومدة سفره هي عمره الذي كتب له، فالعمر هو

مدة سفر الإنسان في هذه الدار إلى ربه، ثم قد جعلت الأيام والليالي مراحل لسفره، فكل يوم وليلة مرحلة من المراحل، فلا يزال يطويها مرحلة بعد مرحلة حتى ينتهي السفر، فالكيّس الفطِن هو الذي يجعل كل مرحلة نصب عينيه، فيهتم بقطعها سالمًا غانما".

قال تعالى: { وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر:1، 2]،

 قال ابن عباس: (العصر هو الزمن)، وقال بعضهم: قال رجل لداود الطائي رحمه الله: أوصني، فدمعت عيناه وقال: "يا أخي، إنما الليل والنهار مراحل، ينزلها الناس مرحلة مرحلة، حتى ينتهي ذلك إلى آخر سفرهم، فإن استطعت أن تقدّم كل يوم زادًا لما بين يديك فافعل، فإن انقطاع السفر عن قريب، والأمر أعجل من ذلك، فتزوّد لنفسك، واقضِ ما أنت قاضٍ، فكأنك بالأمر قد بغتَك، إني لأقول لك هذا وما أعلم أحدًا أشدّ تقصيرًا منى"، ثم قام وتركه.

نصيحة مثلى التي كتبها الحافظ ابن الجوزي رحمه الله إلى ولده في رسالته الصغيرة النفيسة المسماة: (لفتة الكبد في نصيحة الولد) قال رحمه الله: "اعلم ـ يا بُني ـ أن الأيام تبسط ساعات، والساعات تبسط أنفاسًا، وكل نفس خزانة، فاحذر أن يذهب نفَس بغير شيء، فترى في القيامة خزانة فارغة فتندم، وانظر كل ساعة من ساعاتك بماذا تذهب، فلا تودعها إلا إلى أشرف ما يمكن، ولا تهمل نفسك، وعوِّدها أشرفَ ما

يكون من العمل وأحسنَه، وابعث إلى صندوق القبر ما يسرك يوم الوصول إليه

ونُقل عن عامر بن عبد قيس أحد التابعين الزهاد: أن رجلا قال له كلمني، فقال له: عامر بن عبد قيس: أمسك الشمس. يعني أوقف لي الشمس واحبسها عن المسير حتى أكلمك، فإن الزمن متحرك دائب المضي.

إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .