أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة والتسعون بعد الثلاثمائة في موضوع "الحفيظ

نبذة عن الفيديو

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد : فهذه

الحلقةالتاسعة والتسعون بعد الثلاثمائة في موضوع (الحفيظ) والتي هي

 بعنوان:*نماذج من حفظ العلماء لأوقاتهم.. رجـال من السلف.. :

يحدث أبو حاتم الرازي عن نفسه وجهاده في طلب العلم فيقول: "بقيت في البصرة ثمانية أشهر وكان في نفسي أن أقيم بها سنة كاملة، لكن انقطعت نفقتي فجعلت أبيع ثيابي حتى نفذت وبقيت بلا نفقة، ومضيت أطوف مع صديق لي إلى المشيخة وأسمع، إلى المساء، فانصرف رفيقي فجعلت أطوف معه في سماع الحديث على جوع شديد، وانصرفت جائعا، فلما كان من الغد غدا علي فقال: مر بنا إلى المشايخ، قلت: أنا ضعيف لا يمكنني. قال: فما ضعفك؟ قلت: لا أكتمك أمري، قد مضى يومان ما طعمت فيهما شيئا. فقال: قد بقي معي دينار فنصفه لك ونجعل النصف الاخرفي الكرى، فخرجنا من البصرة وأخذت منه نصف الدينار". هكذا كان حرص العلماء على أوقاتهم على الرغم من الشدة التي تقابلهم.

نموذج آخر يذكره الذهبي في تذكرة الحفاظ، وفي سيرأعلام النبلاء عن ابن أبي حاتم صاحب الجرح والتعديل يقول: "كنا في مصر سبعة أشهر لم نأكل فيها مرقة، كل نهارنا مقسم لمجالس الشيوخ وبالليل النسخ والمقابلة، فأتينا يوما أنا ورفيق لي شيخا، فقالوا: هو عليل، فرأينا في طريقنا سمكة أعجبتنا فاشتريناها فلما صرنا إلى البيت حضر وقت مجلس فلم يمكنا إصلاح هذه السمكة ومضينا إلى المجلس، فلم نزل حتى أتى على السمكة ثلاثة أيام وكادت أن تتغير فأكلناها نيئة، لم يكن لنا فراغ

 أن نشوي السمك. ثم قال: "إن العلم لا يستطاع براحة الجسد"

وعبد الغني المقدسي الجماعيلي المتوفي في القرن السابع أيضا حكى عنه الذهبي ووضع فصلا في حفظه لأوقاته فقال: "كان لا يضيع شيئا من أوقاته بلا فائدة، كان يصلي الفجر ويلقن القرآن وربما قرأ شيئا من الحديث تلقينا ثم يقوم فيتوضأ ويصلي ثلاثمائة ركعة بالفاتحة والمعوذتين إلى قبل الظهر، وينام نومة ثم يصلي الظهر ويشتغل إما بالتسميع أو بالنسخ الى المغرب، فإن كان صائما أفطر وإلا صلى من المغرب إلى العشاء، ثم يصلي العشاء وينام إلى نصف الليل أو بعده ثم قام كأن إنسانا يوقظه فيتوضأ ويصلي إلى قرب الفجر، وربما توضأ سبع مرات أوثمان في الليل. وقال: ما تطيب لي الصلاة إلا مادامت أعضائي رطبة ثم ينام نومة يسيرة إلى الفجر وهذا دأبه".

إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .