أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الخامسة والثمانون في موضوع "الحفيظ:
نبذة عن الفيديو
بسم الله ، والحمد لله ،والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد : فهذه الحلقة الخامسة والثمانون في موضوع (الحفيظ) والتي هي بعنوان :
* حفظ القرآن : 8) من العون على العلم الحفظ :
ورد في الكتاب والسنة نصوص كثيرة تبين قيمة العلم وشرف أهله وعلو
منزلتهم عند ربهم، وفي دنياهم ومعادهم فمن ذلك : قوله تعالى : ) يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ (. وقوله سبحانه : ) قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (. وقوله سبحانه : ) إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ (
وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((من يرد الله به خيرا يفقه في الدين )).وعن صفوان بن عسال رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يطلب ))
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سهل الله له به طريقا إلى الجنة )).وغيرها كثير .
فالرجل لا يكون عالما حتى يحفظ من القرآن والسنة وأقوال أهل العلم الموضحة لمعانيها ما يرفعه إلى تلك المكانة ، ويسمو به إلى تلك المنزلة .
ولهذا قيل : ( احفظ فكل حافظ إمام ) ، و ( آفة العلم النسيان ) ، فالعلم هو الحفظ، ومن لم يكن حافظا لم يكن عالما .
والمحمود في طلب العلم هو الحفظ والفهم والاستيعاب ، فالعلم ليس
بكثرة المصاحف والكتب ولا بسعة المكتبات ، وقد يكون الرجل عالما ولا يملك من الكتب إلا أقل القليل.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( قيمة كل امرئ ما يُحسِنه ) ولم يقل : ما يجمعه!!. وقال أبو هلال العسكري - رحمه الله - : ( وإذا كان ما جمعته من العلم قليلا وكان حفظا، كثرت المنفعة به ، وإذا كان كثيرا غير محفوظ قلت منفعته )
وقال عبيد الله بن الحسن : ( وجدت أحضر العلم منفعة ما وعيته بقلبي
، ولكته بلساني). وقال عبدالرزاق : ( كل علم لا يدخل مع صاحبه الحمام فلا تعده علما ). وقال الأعمش : ( احفظوا ما جمعتم فإن الذي يجمع ولا يحفظ كالرجل كان جالسا على خِوانٍ ، يأخذ لقمة لقمة ، فينبذها وراء ظهره ، فمتى يشبع ؟!) .
9) حفظ القرآن يقوى الذاكرة :إن حفظ القرآن ، وكثرة مدارسته وتكراره ، يقوي ذاكرة حافظيه ، ويشحذ أذهانهم، فتراهم : أسرع الناس بديهة ، وأكثرهم حفظا ، وأشدهم فهما واستيعابا ، وهذا لا يحتاج إلى برهان أو دليل وإنما يكفي أن تنظر في أحوال طلاب المدارس والمعاهد والجامعات ؛ لتجد أن الحافظين للقرآن منهم ، أتقن لدروسهم ، وأحفظ من غيرهم ، وهم على الدوام في طليعة المتفوقين ، مع أن الجميع في سن متقاربة ، وظروف بيئية واجتماعية واحدة . قال تعالى : {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ }
إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .