أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة والأربعون في موضوع "الحفيظ "

نبذة عن الفيديو

بسم الله ، والحمد لله ،والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد :

فهذه الحلقة الثامنة والأربعون في موضوع (الحفيظ) والتي هي بعنوان :

*وقفة مع وصية الرسول صلى الله عليه وسلم :(احفظ الله يحفظك) :

وقال سعيد بن المسيب لابنه لأزيدن في صلاتي من أجلك رجاء أن أحفظ فيك ثم تلا هذه الآية “وكان أبوهما صالحا”.

ومن عجيب حفظ الله لمن حفظه أن يجعل الحيوانات المؤذية بالطبع

حافظة له من الأذى كما جرى لسفينة مولى النبي صلى الله عليه وسلم عندما ركب

سفينة في البحر ، وفجأة انكسرت السفينة وتعلق رضي الله عنه في لوح السفينة التي تكسرت ، فأخذت الأمواج اللوح و جعلت تدفعه إلى الشاطئ ؛ حتى قذفه الموج على الشاطئ سالما….

فنظر حوله، فوجد نفسه في غابة بها أشجار كثيرة ، و فجأة سمع صوتا رهيبا مخيفا ، فالتفت فإذا بأسد متوحش قادم عليه يريده …….فلجأ إلى الله تعالى ، ثم أقبل سفينة إلى الأسد في شجاعة و ثقة بالله و قال له : يا أبا الحارث (كنية الأسد عند العرب) أنا سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما سمع الأسد ذلك منه هدأ و طأطأ رأسه و أصبح كالقط الوديع ، ثم أقبل على سفينة رضي الله عنه يدفعه بمنكبه حتى أخرجه من الغابة كأنه يحرسه و يدله على الطريق ، ثم التفت الأسد إلى سفينة رضي الله عنه و همهم بصوت ضعيف كأنه يودعه.

وعكس هذا أن من ضيع الله ضيعه الله فضاع بين خلقه حتى يدخل عليه الضرر والأذى ممن كان يرجو نفعه من أهله وغيرهم كما قال بعض السلف إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق خادمي ودابتي.

النوع الثاني من الحفظ : حفظ الله للعبد في دينه وإيمانه:

فيحفظه في حياته من الشبهات المضلة ومن الشهوات المحرمة ويحفظ عليه دينه عند موته فيتوفاه على الإيمان وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمره أن يقول عند منامه ( إن قبضت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين)

وفي حديث عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه أن يقول: (اللهم احفظني بالإسلام

قائما واحفظني بالإسلام قاعدا واحفظني بالإسلام راقدا ولا تطمع في

عدوا ولا حاسدا) خرجه ابن حبان وفي سنده ضعف

وفي الجملة فإن الله عز وجل يحفظ المؤمن الحافظ لحدود دينه ويحول بينه وبين ما يفسد عليه دينه بأنواع من الحفظ وقد لا يشعر العبد ببعضها وقد يكون كارها له كما قال في حق يوسف عليه السلام (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين) يوسف 24

قال ابن عباس في قوله تعالى ” واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه” (الأنفال 24) قال يحول بين المؤمن وبين المعصية التي تجره إلى النار

وقال الحسن البصري: وقد ذكر أهل المعاصي هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم.[ الأنترنت – موقع الراشدون]

إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .