أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السابعة والأربعون في موضوع "الحفيظ "
نبذة عن الفيديو
بسم الله ، والحمد لله ،والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد :
فهذه الحلقة السابعة والأربعون في موضوع (الحفيظ) والتي هي بعنوان :
*وقفة مع وصية الرسول صلى الله عليه وسلم :(احفظ الله يحفظك) :
يعني احفظ حدوده وحقوقه وأوامره ونواهيه ، وحفظ ذلك هو الوقوف عند أوامره بالامتثال، وعند نواهيه بالاجتناب ،وعند حدوده فلا يتجاوز ما أمر به وأذن فيه إلى ما نهى عنه ، فمن فعل ذلك فهو من الحافظين لحدود الله الذين مدحهم الله في كتابه ، قال عز وجل: “هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب(سورة ق 32،33)
وفسر الحفيظ هنا بالحافظ لأوامر الله وبالحافظ لذنوبه ليتوب منها.
وقوله صلى الله عليه وسلم (يحفظك) يعني أن من حفظ حدود الله وراعى حقوقه حفظه الله فإن الجزاء من جنس العمل كما قال تعالى :”وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم” البقرة 40 وقال “فاذكروني أذكركم” البقرة152
قال ابن رجب الحنبلي :( من شرح جامع العلوم والحكم بتصرف واختصار ) وحفظ الله لعبده يدخل فيه نوعان:
أحدهما : حفظه له في مصالح دنياه كحفظه في بدنه وولده وأهله وماله
قال الله عز وجل (له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر
الله) الرعد 11 أي: للعبد ملائكة يتعاقبون عليه؛ حرس بالليل، وحرس بالنهار، يحفظونه من السوء ، بأمر الله .
عن ابن عباس قال: ملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه، فإذا جاء قدر الله، خلوا عنه، وقال مجاهد: ما من عبد إلا له ملك موكل، يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام، فما منها شيء يأتيه يريده، إلا قال له الملك: وراءك، إلا شيء أذن الله فيه، فيصيبه.
وقال على – رضي الله عنه- : إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدر فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه وإن الأجل جنة حصينة.
وقال ابن عمر قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح “اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهل ومالي اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي” رواه أحمد وأبو داود والنسائي
ومن حفظ الله في صباه وقوته حفظه الله في حال كبره وضعف قوته ، ومتعه بسمعه وبصره وحوله وقوته وعقله ، وكان محب الدين الطبري قد جاوز المائة سنة وهو ممتع بقوته وعقله فوثب يوما وثبة شديدة فعوتب في ذلك فقال هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر.
وعكس هذا أن بعض السلف رأى شيخا يسأل الناس فقال إن هذا ضعيف ضيع الله في صغره فضيعه الله في كبره.
ويقول ابن الجوزي :وقد يهان الشيخ في كبره حتى ترحمه القلوب، ولا يدري أن ذلك لإهماله حق الله تعالى في شبابه!
فمن حفظ الله حفظه الله من كل أذى كما قال بعض السلف : (من اتقى الله فقد حفظ نفسه ومن ضيع تقواه فقد ضيع نفسه والله غنى عنه)
وقد يحفظ الله العبد بصلاحه بعد موته في ذريته كما قيل في قوله تعالى “وكان أبوهما صالحا” الكهف 82 أنهما حفظا بصلاح أبيهما.
إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .