أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الخامسة والأربعون في موضوع "الحفيظ "
نبذة عن الفيديو
بسم الله ، والحمد لله ،والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد :
فهذه الحلقةالخامسة والأربعون في موضوع (الحفيظ) والتي هي بعنوان : ثَمَرَاتُ الإِيمَانِ بهَذَينِ الاِسْمَيْنِ :
قَالَ ابْنُ رَجَبٍ رحمه الله: "وَحِفْظُ اللهِ سُبْحَانَهُ لَهُ يَتَضَمَّنُ نَوْعَيْنِ:
أَحَدَهُمَا: حِفْظُه لَهُ مَصَالِحَ دُنْيَاهُ، كَحِفْظِهِ فِي بَدَنِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ العَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنَّي أَسْأَلُكَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنَ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي"[حديث صحيح: رواه أحمد (2/ 25)، وأبو داود (5/ 5074)، والنسائي (8/ 282)، وفي عمل اليوم والليلة (566)، وابن ماجه (3871)، وابن حبان (2356 - موارد)، والحاكم (1/ 517 - 518) وصحَّحه، ووافَقَه الذهبي، والبيهقي ] قَالَ: وَدَعَا رَجُلٌ لِبَعْضِ السَّلَفِ بِأَنْ يَحْفَظَهُ اللهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَخِي لَا تَسْأَلْ عَنْ حِفْظِهِ وَلَكِنْ قُلْ يَحْفَظُ الإِيمَانَ.
يَعْنِي أَنَّ المُهِمَّ هُوَ الدُّعَاءُ بِحِفْظِ الدِّينِ، فَإِنَّ الحِفْظَ الدُّنْيَويَّ قَدْ يَشْتَرِكُ فِيهِ البَرُّ وَالفَاجِرُ، فَاللهُ تَعَالَى يَحْفَظُ عَلَى المُؤْمِنِ دِينَهُ، وَيَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَا يُفْسِدُهُ عَلَيْهِ بِأَسْبَابٍ قَدْ لَا يَشْعُرُ العَبْدُ بِبَعْضِهَا وَقَدْ يَكُونُ يَكْرَهُهُ.
وَهَذَا كَمَا حَفِظَ يُوسُفَ؛ قَالَ: ﴿ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ
مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴾ [يوسف: 24]، فَمَنْ أَخْلَصَ للهِ خَلَّصَهُ مِنَ السُّوءِ وَالفَحْشَاءِ وَعَصَمَهُ مِنْهُمَا مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُ، وَحَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَسْبَابِ المَعَاصِي المُهْلِكَةِ. قَالَ: وَفِي الجُمْلَةِ فَمَنْ حَفِظَ حُدُودَ اللهِ وَرَاعَى حُقُوقَهُ، تَوَلَّى اللهُ حِفْظَهُ فِي أُمُورِ دِينِهِ وَدُنْيَاهُ، وَفِي دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ.
وَقَدْ أَخْبَرَ اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ أَنَّهُ وَلِيُّ المُؤْمِنِينَ، وَأَنَّهُ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ، وَذَلِكَ يَتَضَمَّنُ أَنَّهُ يَتَوَلَّى مَصَالِحَهُم فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَلاَ يَكِلَهُمْ إِلَى غَيْرِهِ، قَالَ سبحانه وتعالى: ﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى
النُّورِ ﴾ [البقرة: 257].
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ ﴾ [محمد: 11]، وَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3]، وَقَالَ: ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾ [الزمر: 36]"[ من نور الاقتباس، باختصار.]
إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .