أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة والأربعون في موضوع "الحفيظ "

نبذة عن الفيديو

بسم الله ، والحمد لله ،والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد :

فهذه الحلقة الرابعة والأربعون في موضوع (الحفيظ) والتي هي بعنوان : ثَمَرَاتُ الإِيمَانِ بهَذَينِ الاِسْمَيْنِ :                                       

وَمِمَّا جَاءَ فِي أَنَّ الصَّلَاةَ تَحْفَظُ صَاحِبَهَا قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم عَنِ اللهِ عز وجل؛ أَنَّهُ قَالَ: "يَا ابْنَ آدَمَ، ارْكَعْ لِي مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ أَكْفِكَ آخِرَهُ"[ صحيح: رواه الترمذي (2/ 475)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 137): عن عبد الأعلى بن مسهر، حدثنا إسماعيل بن عيَّاش، عن بحير بن سعد،

 عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن أبي الدرداء، وأبي ذر.]

وَقِيلَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَحْفَظُ صَاحِبَهَا الحِفْظَ الذِي نَبَّهَ عَلِيْهِ فِي قَوْلِهِ: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [العنكبوت: 45][ المفردات للراغب (ص: 124).]

وَأَمَّا مَنْ ضيَّعَ الصَّلَاةَ فَقَدْ تَوَعَّدَهُ اللهُ سُبْحَانَهُ بِالهَلَاكِ وَالشَّرِّ العَظِيمِ.

قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾ [مريم: 59].

وَمِمَّا أَمَرَ اللهُ بِحِفْظِهِ السَّمْعُ وَالبَصَرُ وَالفُؤَادُ، قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ وَلَا تَقْفُ

مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36]، فَاحْفَظْ سَمْعَكَ، فَلَا تَسْمَعْ إِلَّا مَا يُرْضِيهِ، وَاحْفَظْ بَصَرَكَ فَلَا تَنْظُرْ إِلَّا إِلَى مَا يُرْضِيِهِ، وَاحْفَظْ قَلْبَكَ وَعَقْلَكَ مِنْ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِمَا يُغْضِبُهُ وَيُسْخِطُهُ، وَيَنْشَغِلَا بِغَيْرِهِ.

7- وَمِمَّا أَمَرَ سبحانه وتعالى بِحِفْظِهِ الفُرُوجُ، قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [النور: 30].

وَمَدَحَ المُؤْمِنِينَ بِذَلِكَ فَقَالَ: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ﴾ [المؤمنون: 5، 6].

وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لِحْيَيْهِ وَرِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الجَنَّةَ"[ أخرجه البخاري (11/ 308) عن سهل بن سعد، وأخرجه أيضًا (12/ 113) عن سهل بلفظ: "مَن تَوَكَّل لي ما بين...".]

8- وَمِمَّا أَمَرَ اللهُ بِحِفْظِهِ الأَيْمَانُ، فَقَالَ: ﴿ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ﴾ [المائدة: 89]؛ لِأَنَّ حِفْظَ اليَمِينَ يَدُلُّ عَلَى إِيمَانِ المَرْءِ وَوَرَعِهِ، فَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ يَتَسَاهَلُ فِي الحَلِفِ وَالقَسَمِ، وَقَدْ تَلْزَمُهُ الكَفَّارَةُ وَهُوَ لَا يَدْرِي، أَوْ يَعْجَزُ عَنْهَا، فَيَقَعُ فِي الإِثْمِ لِتَضْييِعِهِ وَعَدَمِ حِفْظِهِ لأِيْمَانِهِ وَاسْتِقْصَاءُ هَذَا يَطُولُ.

وَبِالجُمْلَةِ فَالمُؤْمِنُ مَأْمُورٌ بِحِفْظِ دِينِهِ أَجْمَعَ، فَلَا يَتْرُكُ مِنْهُ شَيْئًا لِتَعَارُضِهِ مَعَ هَوَاهُ وَمَصْلَحَتِهِ، بَلْ هُوَ مُطِيعٌ لِرَبِّهِ عَلَى أَيِّ حَالٍ، وَفِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ.

وَكُلَّمَا كَانَ وَفَاؤُهُ بِحِفْظِ حُدُودِ اللهِ وَشَرَائِعِهِ أَعْظَمَ، كَانَ حِفْظُ اللهِ لَهُ كَذَلِكَ، قَالَ تَعَالَى ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾ [البقرة: 152]، وقَالَ: ﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ ﴾ [البقرة: 40]، وَقَالَ ﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ﴾[محمد: 7].

إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .