أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية و الأربعون في موضوع "الحفيظ

نبذة عن الفيديو

بسم الله ، والحمد لله ،والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد :

فهذه الحلقة الثانية والأربعون في موضوع (الحفيظ) والتي هي بعنوان :

ثَمَرَاتُ الإِيمَانِ بهَذَينِ الاِسْمَيْنِ :                                       

3- وَاللهُ سُبْحَانَهُ وَحْدَهُ هُوَ الذِي يَحْفَظُ الإِنْسَانَ مِنَ الشَّرُورِ وَالآفَاتِ

وَالمَهَالِكِ، وَيَحْفَظُهُ مِنْ عِقَابِهِ وَعَذَابِهِ وَسَخَطِهِ، إِنْ هُوَ حَفِظَ حُدُودَ اللهِ وَاجْتَنِبَ مَحَارِمَهُ، فَبِتَقْوَى اللهِ وَخَوْفِهِ يُحْفَظُ الإِنْسَانُ، وَبِقَدْرِ ذَلِكَ يَكُونُ الحِفْظُ وَالكَلَاءَةُ، قَالَ تَعَالَى ﴿ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ﴾ [النساء: 34]، فَالآَيَةُ تَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ؛ فَلأِنَّهُنَّ صَالِحَاتٌ حَافِظَاتٌ لِمَغِيبِ أَزْوَاجِهِنَّ - مِنْ عِرْضٍ وَمَالٍ وَوَلَدٍ حَفِظَهُنَّ اللهُ سُبْحَانَهُ، وَأَعَانَهُنَّ وَسَدَّدَهُنَّ عَلَى ذَلِكَ، فَبِحْفْظِهِنَّ اللهَ – أَيْ: أَمْرَهُ وَدِينَهُ - حَفِظَهُنَّ اللهُ.

وَجَاءَ فِي الحَدِيثِ قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم لاِبْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: "يَا غُلاَمُ إِنِّي

 مُعلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تِجَاهَكَ..."[

رواه أحمد (1/ 293)، والترمذي (4/ 2516)، وأبو يَعلى (4/ 2556)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (427)، والبيهقي في شعب الإيمان (1/ 148 - 149) كلُّهم عن الليث بن سعد، عن قيس بن الحجاج، عن حنش الصنعاني، عن عبد الله بن عباس؛ أنه حدَّثه أنه رَكِبَ خلْف رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا غلام إني معلمك...". قال الترمذي: حسَن صحيح، وقال ابن رجب في نور الاقتباس (ص: 31): وأجوَد أسانيدِه مِن رواية حنش، عن ابن عباس التي ذكرناها، وهو إسناد حسَن لا بأس به" اهـ؛ وهو كما قال...قيس بن الحجاج، قال فيه أبو حاتم: صالح، وقال الحافظ: صدوق، وللحديث

طُرُق كثيرة، وهذا أجوَدُها كما قال ابن رجب.]

قَالَ ابْنُ رَجَبٍ رحمه الله : "يَعْنِي احْفَظْ حُدُودَ اللهِ، وَحُقُوقَهُ وَأَوَامِرَهُ وَنَوَاهِيَهُ، وَحِفْظُ ذَلِكَ هُوَ الوُقُوفُ عِنْدَ أَوَامِرِهِ بِالامْتِثَالِ، وَعِنْدَ نَوَاهِيهِ بِالاجْتِنَابِ، وَعِنْدَ حُدُودِهِ فَلاَ يَتَجَاوَزُ وَلَا يَتَعَدَّى مَا أُمِرَ بِهِ إِلَى مَا نُهِيَ عَنْهُ، فَدَخَلَ فِي ذَلِكَ فِعْلُ الوَاجِبَاتِ جَمِيعًا،وَتَرْكُ المُحَرَّمَاتِ جَمِيعًا"[29] اهـ.

وَقَدْ مَدَحَ اللهُ سُبْحَانَهُ عِبَادَهُ الذِينَ يَحْفَظُونَ حُقُوقَهُ وَحُدُودَهُ، فَقَالَ فِي

مَعْرِضِ بَيَانِهِ لِصِفَاتِ المُؤْمِنِينَ الذِينَ اشْتَرَى مِنْهُم أَنْفُسَهُم وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُم

الجَنَّةَ: ﴿ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [التوبة: 112].

وَقَالَ: ﴿ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ﴾ [ق: 32، 33].

إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .