أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة والعشرون في موضوع "الحفيظ "
نبذة عن الفيديو
بسم الله ، والحمد لله ،والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد :
فهذه الحلقة الرابعة والعشرون في موضوع (الحفيظ) والتي هي بعنوان :
ومن الآثار أيضاً : 6-احفظ الله يحفظك
ومن أسباب الحفظ الخاص للأولياء حفظ حدود الله تعالى، عن ابن عباس قَالَ كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فَقَالَ:" يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ » رواه الترمذي (2516) وصححه. ومعنى الحديث احفظ حدود الله وحقوقه وأوامره ونواهيه ، وحفظ ذلك الوقوف عند أوامره بالامتثال وعند نواهيه بالاجتناب وعند حدوده فلا يتجاوز ولا يتعدى ما أمر به إلى ما نهى عنه ، فدخل في ذلك فعل الواجبات جميعا وترك المحرمات جميعا. ومن أهم ما ينبغي للعبد أن يحفظه حفظ التوحيد الذي هو حق الله على العبيد، فمن حفظ نفسه من الشرك ووسائله في الدنيا حفظه الله تعالى من عذابه يوم القيامة ، ومن أهم ما ينبغي المحافظة عليه الصلاة ، قال تعالى : (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) (البقرة:238) ، والصلاة سبب لحفظ العبد من المعاصى فهي تنهى عن الفحشاء والمنكر ، وهي تحفظ العبد من شرور الدنيا أيضا ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : «قال اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : ابْنَ آدَمَ ارْكَعْ لِي مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ أَكْفِكَ آخِرَهُ » رواه الترمذي (475) وأبو داود (1289) وصححه الألباني.
قال ابن القيم -في زاد المعاد (4/332)-:« وقد تقدم ذكر الاستشفاء بالصلاة من عامة الأوجاع قبل استحكامها، والصلاة مجلبة للرزق حافظة للصحة، دافعة للأذى مطردة للأدواء، مقوية للقلب مبيضة للوجه مفرحة للنفس مذهبة للكسل منشطة للجوارح ممدة للقوى شارحة للصدر، مغذية للروح منورة للقلب حافظة للنعمة دافعة للنقمة جالبة للبركة مبعدة من الشيطان مقربة من الرحمن، وبالجملة فلها تأثير عجيب في حفظ صحة البدن والقلب وقواهما ودفع المواد الرديئة عنهما، وما ابتلى رجلان بعاهة أو داء أو محنة أو بلية إلا كان حظ المصلي منهما أقل وعاقبة أسلم، وللصلاة تأثير عجيب في دفع شرور الدنيا ولا سيما إذا أعطيت حقها من التكميل ظاهرا وباطنا، فما استدفعت شرور الدنيا والآخرة ولا استجلبت مصالحها بمثل الصلاة، وسر ذلك أن الصلاة صلة بالله عز وجل وعلى قدر صلة العبد بربه عز وجل تفتح عليه من الخيرات أبوابها، وتقطع عنه من الشرور أسبابها، وتفيض عليه مواد التوفيق من ربه عز وجل والعافية والصحة والغنيمة والغنى والراحة والنعيم والأفراح والمسرات كلها محضرة لديه ومسارعة إليه».
وحفظ الجوارح السمع والبصر وغيرها سبب لحفظها ودوام نفعها،
وروي أن بعض العلماء وثب يوما وثبة شديدة وكان قد جاوز المائة سنة، فعجب منه بعضهم فقال : هذه الجوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر ، وروي عن بعض السلف أنه رأى شيخا يسأل الناس فقال إن هذا ضيع الله في صغره فضيعه الله في كبره -انظر جامع العلوم والحكم (1/466)-.
إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .