أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثالثة والعشرون في موضوع "الحفيظ "
نبذة عن الفيديو
بسم الله ، والحمد لله ،والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد :
فهذه الحلقة الثالثة والعشرون في موضوع (الحفيظ) والتي هي بعنوان :
ومن الآثار أيضاً :
2-الخوف من الله تعالى ومراقبته في القول والعمل
ومن آثار الإيمان بهذا الاسم تحقيق الخوف من الله تعالى ومراقبته في الأقوال والأعمال، وذلك من أعظم وسائل الاستقامة على شريعة الله سبحانه ولزوم طريق النجاة في الآخرة، قال تعالى : ( قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران:29) وقال: (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (المجادلة:6)
3-تحقيق التوكل على الله تعالى
ومن الآثار أيضا تحقيق التوكل على الله تعالى فإن من أعظم أسبابه الاعتقاد الجازم بأن الله تعالى هو مدبر الأمور كلها وأن العبد يسير في هذه الدنيا وهو في حفظ الخالق القدير الحفيظ سبحانه، فلا يصيبه إلا ما كتب الله له، قال جل جلاله : (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (التوبة:51) وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (المائدة:11) وقال : (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (آل عمران:160)
4-عدم الاشتغال بعدِّ الحسنات
ومن آثار الإيمان باسم الله الحفيظ عدم اشتغال العبد بعدِّ حسناته،
لأن الله تعالى لا يضيع أجر المحسنين، ولأن ذلك مما يورث العبد الغرور الذي يقطعه عن الطاعة ويجعله يستعلي على عباد الله، وعلى مبتغي النجاة أن يعمل الحسنات ثم ينساها ليجتهد في تحصيل غيرها، ولا يمن بها على الله تعالى أو يفخر بها على عباده فيبطلها، وعليه في المقابل إذا عمل سيئة أن يحفظها لكي يتوب منها ويكرر الاستغفار منها، كما قيل تفسير قوله تعالى : ( هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ)
(قّ:32) هو الحافظ لذنوبه ليتوب منها -وقيل هو الحافظ لأوامر الله تعالى فلا يخالفها-.
5-إحصاء ذنوب الناس ليس من مهمة الرسل ولا أتباعهم
قال تعالى: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) (النساء:80) وقال سبحانه: (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ) (الشورى:48)، فبين الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم أنه لم يجعله حافظا رقيبا محاسبا للعباد وإنما هو مبلغ وناصح وداع إلى الله تعالى، وهنا يظهر ضلال بعض المفتونين بتتبع أخطاء وزلات الصالحين وغير الصالحين، هؤلاء الذين نزلوا أنفسهم منزلة الكرام الكاتبين ونصبوا للناس الموازين وأصبحوا يقولون فلان في الجنة وفلان في السعير، فأضاعوا أعمارهم فيما لا ينفعهم علمه ولا يضرهم جهله وفيما يسألون عنه يوم القيامة ، يسألون عن عمر أضاعوه فيما لا يعينهم، وعن أعراض خاضوا فيها وأحكام أصدروها بلا علم ولا ورع.
إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .