أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السابعة عشرة في موضوع "الحفيظ "

نبذة عن الفيديو

بسم الله ، والحمد لله ،والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد :

فهذه الحلقة السابعة عشرة في موضوع ( الحفيظ ) والتي هي بعنوان :

معاني اسم الله الحفيظ :

واسم الحفيظ كسائر الأسماء الحسنى يدلّ على معاني كثيرة، كلّها غاية في الحسن والكمال والجمال، وقد جمعها الخطّابي في قوله- كما في " شأن الدّعاء " (67-68)-:

« يحفظ السّماوات والأرض وما فيهما لتبقى مدّة بقائها، فلا تزول ولا تندثر، كقوله عزّ وجلّ: (وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا) (البقرة:255)... وهو الّذي يحفظ عبده من المهالك والمعاطب ويقيه مصارع السّوء، كقوله سبحانه: (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّه) (الرعد:11) أي بأمره، ويحفظ على الخلق أعمالهم ويحصي عليهم أقوالهم، ويعلم نياتهم وما تكنّ صدورهم، ولا تغيب عنه غائبة ولا تخفى عليه خافية، يحفظ أولياءه فيعصمهم عن مواقعة الذّنوب، ويحرسهم عن مكايدة الشّيطان، ليسلموا من شرّه وفتنته ».

وتفصيل هذه المعاني:

1-أن الله تعالى يحفظ السماوات والأرض أن تزولا، فهو الذي يديم وجودها.

2-ويحفظ بمشيئته العباد جميعا من المصائب والمهالك ومصارع السوء فلا يصيبهم إلا ما كتب لهم.

3-ويحفظ أولياءه من الذنوب ويعصمهم من مكايد الشيطان.

4-ويحفظ أعمال العباد جميعا ويحصيها ليوم الحساب فلا يضيع منها شيء.

5-وهو الحفيظ بمعنى المحيط العليم بالخفايا والأسرار والبواطن.

والمعاني الثلاثة الأولى راجعة إلى معنى "القيومية"، والأخرى الباقية

راجعة إلى معنى "العلم"، لذلك قال العلامة السعدي -كما في توضيح الكافية الشافية (190) -:

« وهو يتضمن شيئين : حفظه على العباد جميع ما عملوه بعلمه وكتابته، وأمره الكرام الكاتبين بحفظه، وحفظه لعباده من جميع المكاره والشرور، وأخص من هذا حفظه لخواص عباده الذين حفظوا وصيته وحفظوه بالغيب بحفظ إيمانهم من النقص والخلل، وحفظهم وحمايتهم من الخطل والزلل، وحفظه عليهم دينهم ودنياهم».[ الأنترنت – موقع في ظلال اسم

الله تعالى "الحفيظ" - كتبه  الدكتور محمد حاج عيسى الجزائري ]

  وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه - أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: "إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ" ومن أسماء الله الحسنى التي وردت في الكتاب العزيز (الحفيظ والحافظ)، قال تعالى: ﴿ إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ﴾ [هود: 57]. وقال تعالى: ﴿ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ﴾ [سبأ: 21]

وأما الحافظ فقد ورد في قوله تعالى: ﴿ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ

الرَّاحِمِينَ ﴾ [يوسف: 64]. وقال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9].

إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .