أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة عشرة في موضوع "الحفيظ "

نبذة عن الفيديو

بسم الله ، والحمد لله ،والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد :

فهذه الحلقة الرابعة عشرة في موضوع ( الحفيظ ) والتي هي بعنوان :

حفيظ – حفظة :

وقال الراغب : حفظ  - الحفظ يقال تارة لهيئة النفس التي بها يثبت ما يؤدي إليه الفهم، وتارة لضبط الشيء في النفس، ويضاده النسيان، وتارة لاستعمال تلك القوة، فيقال: حفظت كذا حفظا، ثم يستعمل في كل تفقد وتعهد ورعاية، قال الله تعالى: }وإنا له لحافظون{ [يوسف/12]، }حافظوا على الصلوات{ [البقرة/238]، }والذين هم لفروجهم حافظون{ [المؤمنون/5]، }والحافظين فروجهم والحافظات{ [الأحزاب/35]، كناية عن العفة }حافظات للغيب بما حفظ الله{ [النساء/34]، أي: يحفظن عهد الأزواج عند غيبتهن بسبب أن الله تعالى يحفظهن، أي: يطلع عليهن، وقرئ: }بما حفظ الله{ (وبها قرأ أبو جعفر المدني. انظر: الإتحاف ص 189) بالنصب، أي: بسبب رعايتهن حق الله تعالى لا لرياء وتصنع منهن، و }فما أرسلناك عليهم حفيظا{ [الشورى/48]، أي: حافظا، كقوله: }وما أنت عليهم بجبار{ [ق/45]، }وما أنت عليهم بوكيل{ [الأنعام/107]، }فالله خير حافظا{ [يوسف/64]، وقرئ: }حفظا{ (وهي قراءة نافع وأبي جعفر وابن عامر وأبي عمرو ويعقوب وشعبة عن عاصم. انظر: الإتحاف ص 266) أي: حفظه خير من حفظ غيره، }وعندنا كتاب حفيظ{ [ق/4]، أي: حافظ لأعمالهم فيكون }حفيظ{ بمعنى حافظ، نحو قوله تعالى: }الله حفيظ عليهم{ [الشورى/6]، أو معناه: محفوظ لا يضيع، كقوله تعالى: }علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى{ [طه/52]، والحفاظ: المحافظة، وهي أن يحفظ كل واحد الآخر، وقوله عز وجل: }والذين هم على صلاتهم يحافظون{ [المؤمنون/9]، فيه تنبيه أنهم يحفظون الصلاة بمراعاة أوقاتها ومراعاة أركانها، والقيام بها في غاية ما يكون من الطوق، وأن الصلاة تحفظهم الحفظ الذي نبه عليه في قوله: }إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر{ [العنكبوت/45]، والتحفظ: قيل: هو قلة الغفلة (انظر: المجمل 1/244؛ والبصائر 2/481)، وحقيقته إنما هو تكلف الحفظ لضعف القوة الحافظة، ولما كانت تلك القوة من أسباب العقل توسعوا في تفسيرها كما ترى. والحفيظة: الغضب الذي تحمل عليه المحافظة أي: ما يجب عليه أن يحفظه ويحميه. ثم استعمل في الغضب المجرد، فقيل: أحفظني فلان، أي: أغضبني.

أما في مقاييس اللغة : (حفظ) الحاء والفاء والظاء أصلٌ واحد يدلُّ على مراعاةِ الشيء. يقال حَفِظْتُ الشيءَ حِفْظاً. والغَضَبُ: الحفيظة؛ وذلك أنّ تلك الحالَ تدعو إلى مراعاة الشيء. يقال للغَضَب الإحفاظ؛ يقال أحفَظَنِي أي أغضَبَني. والتحفظ: قلّة الغَفلة. والحِفاظ: المحافَظة على الأمور.

وفي القاموس المحيط: حَفِظَه، كعَلِمَه حَرَسَه، القرآنَ اسْتَظْهَرَه، المالَ رَعاهُ، فهو حَفيظٌ وحافِظٌ، من حُفَّاظٍ وحَفَظَةٍ. ورجُلٌ حافِظُ العينِ لا يَغْلِبُه النَّوْمُ. والحَفيظُ المُوَكَّلُ بالشيءِ، كالحافِظِ، في الأسْماءِ الحُسْنَى الذي لا يَعْزُبُ عنه شيءٌ في السَّمواتِ ولا في الأرضِ، تعالى شأنُه. والحافِظُ الطريقُ البَيِّنُ المُسْتقيمُ. والحَفَظَةُ، محركةً الذينَ يُحْصونَ أعمالَ العِباد من الملائكةِ، وهُمُ الحافِظونَ. والحِفْظةُ، بالكسر، والحَفيظةُ الحَمِيَّةُ، والغَضَبُ. وأحْفَظَه أغْضَبه فاحْتَفَظَ، أو لا يكونُ إلاَّ بِكلامٍ قَبيحٍ. والمُحافَظَةُ المُواظَبةُ، والذَّبُّ عن المَحارِمِ، كالحِفاظِ، والاسْمُ الحَفيظَةُ.

واحْتَفَظَه لنفسِه: خَصَّها به. والتَّحَفُّظُ: الاحْتِرازُ. والحِفْظُ: قلَّةُ الغَفْلَةِ. واسْتَحْفَظَه إيَّاه: سألَه أنْ يَحْفَظَه. واحفاظَّتِ الحَيَّةُ: انْتَفَختْ، أو الصوابُ بالجيم.

إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .