أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة في موضوع "الحفيظ "
نبذة عن الفيديو
بسم الله ، والحمد لله ،والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد :
فهذه الحلقة التاسعة في موضوع ( الحفيظ ) والتي هي بعنوان : المقدمة : *قواعد في الأسماء والصفات :
معتقد أهل السنة والجماعة في صفات الله .(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ﴾ فكل صفة يثبتها الله لنفسه وللمخلوق مثلهـا فـإن ذلك موافقـة للاسـم فقط،أما في الحقيقة فليس كمثله شيء، مثال ذلك: أثبت الله لنفسه علماً، وأثبت للمخلوق علماً،فقال الله تعالى: {فإن علمتموهن مؤمنات} فأثبت الله لنا علماً، وأثبت لنفسه علماً {علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم}وليس العلم الذي أثبته لنفسه كعلم المخلوق والدليل قوله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }-فالله – عز وجل - لا يمكن أن يماثله شيء من المخلوقات لا في ذاته، ولا في صفاته،ولهذا لا يمكننا أن ندرك الله - عز وجل - نعلمه بآياته وصفاته وأفعاله، لكنا لا ندرك حقيقته - عز وجل - لأنه مهما قدرت من شيء فالله تعالى مخالف له غير مماثل.[-تفسير ابن عثيمين-]
التاسعة عشرة : وجه ختام الآية باسم ( السميع البصير ) :
قال ـ جل وعلا{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] سبب ذكر السمع والبصر هنا في مقام الإثبات دون غيرهما من الصفات، لأن صفتي السمع والبصر مشتركة بين أكثر المخلوقات الحية، فالإنسان له سمع وبصر وسائر أصناف الحيوانات لها سمع وبصر ومن المتقرر عند كل عاقل أن سمع هذه الحيوانات ليس متماثلا، وأن بصرها ليس متماثلا.
فإذا كان كذلك كان اشتراك المخلوقات التي لها سمع وبصر في السمع
والبصر اشتراكا في أصل المعنى،ولكل سمع وبصر بما قدر له وما يناسب ذاته، فإذا كان كذلك ولم يكن وجود السمع والبصر في الحيوان وفي الإنسان مقتضيا لتشبيه الحيوان بالإنسان،فكذلك إثبات السمع والبصر للملك الحي القيوم ليس على وجه المماثلة للسمع والبصر في الإنسان أو في المخلوقات،فلله - جل وعلا - سمع وبصر يليق به،كما أن للمخلوق سمعا وبصرا يليق بذاته الحقيرة الوضيعة،فسمع الله كامل مطلق من جميع الوجوه لا يعتريه نقص وبصره كذلك.-فالواجب على العباد-أن يعلموا أن الله - جل جلاله - متصف بالأسماء الحسنى وبالصفات العلى وأن لا يجحدوا شيئا من أسمائه وصفاته، فمن جحد شيئا من أسماء الله وصفاته فهو كافر؛ لأن ذلك صنيع الكفار والمشركين. [-التمهيد شرح كتاب التوحيد - صالح بن عبد العزيز آل الشيخ - ][ الأنترنت – موقع مدونة دار الهداية النسائية بالرياض ]
إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .