أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة في موضوع "الحفيظ "
نبذة عن الفيديو
بسم الله ، والحمد لله ،والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد :
فهذه الحلقة الثامنة في موضوع ( الحفيظ ) والتي هي بعنوان : المقدمة : *قواعد في الأسماء والصفات :
-عن أبي شريح; أنه كان يكنى أبا الحكم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "إن الله هو الحكم، وإليه الحكم فقال: إن قومي إذا اختلفوا في شيء; أتوني، فحكمت بينهم، فرضي كلا الفريقين. فقال: ما أحسن هذا! فما لك من الولد؟قلت: شريح، ومسلم، وعبد الله قال: فمن أكبرهم؟.
قلت: شريح.قال: فأنت أبو شريح " رواه أبو داود وغيره.
قوله: " فأنت أبو شريح": غيّره النبي صلى الله عليه وسلم لأمرين:
1-الأول: أن الحكم هو الله، فإذا قيل: يا أبا الحكم! كأنه قيل: يا أبا الله!
2-الثاني: أن هذا الاسم، الذي جعل كنية لهذا الرجل، لوحظ فيه معنى الصفة وهي الحكم؛ فصار بذلك مطابقا لاسم الله، وليس لمجرد العلمية المحضة، بل للعلمية المتضمنة للمعنى، وبهذا يكون مشاركا لله - سبحانه وتعالى - في ذلك، ولهذا كناه النبي صلى الله عليه وسلم بما ينبغي أن يكنى به.
وأما ما لا يختص بالله; فإنه يسمى به غير الله إذا لم يلاحظ معنى الصفة، بل كان المقصود مجرد العلمية فقط؛ لأنه لا يكون مطابقا لاسم الله،-ولذلك كان في الصحابة من اسمه "الحكم"، ولم يغيره النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لم يقصد إلا العلمية، وفي الصحابة من اسمه "حكيم" وأقره النبي صلى الله عليه وسلم.
-فالذي يحترم من أسمائه تعالى ما يختص به، أو ما يقصد به ملاحظة الصفة.-[ القول المفيد على كتاب التوحيد - ابن عثيمين -]
السابعة عشرة : الإلحاد في أسماء الله :
- قال الله تعالى : {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَاكَانُوايَعْمَلُونَ}[الأعراف:180]-
ما معنى الإلحاد في أسماء الله؟ الإلحاد في أسماء الله تعالى: هو الميل بها عما يجب فيها- وهو أنواع :
1-الأول: أن ينكر شيئا منها أو مما دلت عليه من الصفات والأحكام
2-الثاني: أن يجعلها دالة على صفات تشابه صفات المخلوقين
3-الثالث: أن يسمى الله تعالى بما لم يسم به نفسه، كتسمية النصارى له: (الأب)
4-الرابع: أن يشتق من أسمائه أسماء للأصنام، كما فعل المشركون في اشتقاق العزى من العزيز-القواعد المثلى -ابن عثيمين-
الثامنة عشرة : معتقد أهل السنة والجماعة في صفات الله:
- عقيدة السلف الصالح رضوان الله عليهم في هذا الباب العظيم مبنية على قاعدتين:
1- القاعدة الأولى: إثبات الصفات لله تعالى.
2- القاعدة الثانية: نفي مماثلة المخلوقات ومشابهتها.وهاتان القاعدتان مأخوذتان من قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى:11]، فقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} يدل على قاعدة التنزيه، ونفي مشابهة المخلوقين ومماثلتهم،وقوله: {وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى:11] يدل على إثبات هذه الصفات ، وبهاتين القاعدتين يتميز منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم عن غيرهم من الطوائف الضالة في هذا الباب-شرح القواعد المثلىعبدالرحيم السلمي -
إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .