أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السادسة في موضوع "الحفيظ
نبذة عن الفيديو
بسم الله ، والحمد لله ،والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد :
فهذه الحلقة السادسة في موضوع ( الحفيظ ) والتي هي بعنوان : المقدمة : *قواعد في الأسماء والصفات :
الثانية عشرة : ما معنى إحصاء أسماء الله ؟ :
-أفضل من رأيتُ ممن تكلم على مسألة الإحصاء هو ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد، فقد ذكر كلاماً محققاً وهو أن الإحصاء شامل لثلاثة أمور:
الأمر الأول: الحفظ، ويدل عليها رواية البخاري: (من أحصاها) ورواية
مسلم (من حفظها دخل الجنة).
والأمر الثاني: فهم معانيها، ويدل على ذلك أن كلمة (من أحصاها) في اللغة يمكن أن تستخدم لمعنى العقل، فإن العرب تسمي المحصي أو صاحب الحصاة العاقل الذي يعقل الأمور، لأن فيه معنى التدقيق، ولا يدقق إلا من فهم.
والمعنى الثالث: الدعاء بها والتعبد بها، ويدل على ذلك قول الله عز وجل: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}الأعراف:180 وقوله: {فَادْعُوهُ بِهَا} يشمل دعاء المسألة ودعاء العبادة، [-شرح القواعد المثلى - عبدالرحيم السلمي-]
الثالثة عشرة : الدعاء بأسماء الله قال تعالى :{وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}[الأعراف:180]
هذا يشمل دعاء المسألة، ودعاء العبادة :-دعاء المسألة: أن تقدم بين يدي مطلوبك من أسماء الله تعالى ما يكون مناسباً،- مثل أن تقول: يا غفور! اغفر لي، ويا رحيم! ارحمني، ويا حفيظ! احفظني، ونحو ذلك. -دعاء العبادة: أن تتعبد لله تعالى بمقتضى هذه الأسماء - فتقوم بالتوبة إليه؛ لأنه التواب، وتذكره بلسانك؛ لأنه السميع،-وتتعبد له بجوارحك؛ لأنه البصير، - وتخشاه في السر؛لأنه اللطيف الخبيروهكذا ... [-القواعد المثلى - ابن عثيمين- ] قسّم أهل العلم الدّعاء إلى قسمين دعاء عبادة ودعاء مسألة ماذا يقصد بكل منهما؟
الرابعة عشرة : دعاء العبادة هو التعبد بمعناها، وهو أنواع :
1-أولها: الإيمان بها، وإثباتها كما أمر الله سبحانه وتعالى وكما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
2-وثانيها: الاتصاف بما تضمنته من معان إذا أمكن الاتصاف بها، فمثلاً: الله عز وجل هو الكريم، فيستحب أن يكون الإنسان كريماً، وهو العفو، فيستحب أن يكون الإنسان عفواً، وهو سبحانه وتعالى العليم، فينبغي للإنسان أن يهتم بالعلم، وهكذا التعبد لله عز وجل بما تضمنته أسماؤه إذا أمكن من دعاء العبادة،وهذا الأمر دل عليه ما ثبت في صحيح مسلم من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله جميل يحب الجمال)، فأخذوا من هذا الحديث أنه يستحب للإنسان أن يتصف بأسماء الله سبحانه وتعالى وبما تدل عليه من المعاني إذا أمكن. -وقولنا: إذا أمكن؛ لأن هناك أسماء لله عز وجل لا يمكن أن يتصف الإنسان بما تدل عليه من المعاني-مثل: الخالق والمتكبر ونحو ذلك، فهناك أسماء تدل على معان خاصة بالله سبحانه وتعالى، لا يمكن أن يتصف بها الإنسان، وإنما يتصف الإنسان بما تدل عليه من المعاني الممكنة مثل الرحمن فيأخذ الإنسان منها صفة
الرحمة، وهكذا كثير في أسماء الله سبحانه وتعالى.-شرح القواعد المثلى - عبدالرحيم السلمي -
إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .