أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الواحدة والعشرون في موضوع "العدل "
نبذة عن الفيديو
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الواحدة والعشرون في موضوع (العدل) والتي هي بعنوان : *العدل أساس لسائر الأساسات : يجب على الإمام نشر دعوة الحق وإقامة ميزان العدل وحماية الدين من الاعتداء والبدع والمشاورة في كل ما ليس فيه نص وهو مسؤول عن عمله يراجعه كل أحد من الأمة فيما يراه أخطأ فيه يحاسبه عليه أهل الحل والعقد وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ... فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته ... ) رواه الشيخان من حديث لابن عمر وغيرهما . واتفق حكماء العرب والعجم على هذه الكلمات فقالوا: الملك بناء والجند أساسه فإذا قوي الاساس دام البناء وإذا ضعف الاساس انهار البناء فلا سلطان إلا بالجند ولا جند إلا بمال ولا مال إلا بجباية ولا جباية إلا بعمارة ولا عمارة إلا بعدل فصار العدل أساسا لسائر الأساسات . *كيف يتحقق العدل : من أراد من ودلاة الأمور العدل الذي أمر الله به والتوصل إليه فليسلك الطرق التي تحفظ عليه ملكه في الدنيا ويكون سببا إلى الملك الحق في الدار الأخرى. وجملة القول فيه أن يجمع السلطان إلي نفسه حملة العلم الذين هم حفاظه ورعاته وفقهاؤه فهم الأدلاء على الله والقائمون بأمر الله والحافظون لحدود الله والناصحون لعباد الله. وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم )، فيتخذ العلماء شعارا والصالحين دثارا فتدور المملكة على نصائح العلماء ودعوات الصلحاء فيا سعد ملك يدور بين هاتين الخصلتين لقدم قام عوده وأورق عموده وكيف لا وقد قرنهم الله حين الشهادة بالوحدانية بالملائكة المقربين فقال تعالى: ﭐﱡﭐ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱠ آل عمران: ١٨ فبدأ سبحانه بنفسه ثم ثنى بملائكته ثم ثلث بالعلماء الذين هم ورثة الأنبياء ففي تعظيمهم وتوقيرهم وتقريبهم امتثال لأمر الله وتعظيم لمن أثنى الله تعالى عليه واستمالة لقلوب الرعية فلا يقطع أمرا دونهم ولا يفصل أمرا ولا حكما إلا بمشاورتهم لأنه في ملك الله يحكم وفي رعيته يتصرف وفي شريعته يقطع ينزل نفسه مع الله تعالى منزلة ولاته معه. وأقل الواجبات على السلطان أن ينزل نفسه مع الله تعالى منزلة ولاته معه أليس إذا خالف واليه أمره وما رسم به له من الأحكام عزله وعاقبه ولم يأمن سطوته وإذا امتثل أوامره وانتهى عن مناهيه حل عنده محل الرضا فواعجبا ممن يغضب على واليه إذا خالفه ثم لا يخاف سطوة ربه عليه إذا خالفه . قال الطحاوي: ونحب أهل العدل والأمانة ونبغض أهل الجور والخيانة . *نَسَبَ إبليس إلى الله الجور وعدم العدل فَكَفَرَ : إبليس كفر بنسبة الله تعالى إلى الجور وأنه أمر بالسجود لمن هو أولى أن يسجد له وأن ذلك ليس عدلا لقوله: ﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒﱠ الأعراف: ١٢ فهذا منه إشارة إلى التجوير والتسفيه ومن نسب الله تعالى إلى ذلك فلا شك في كفره فهذه الجراءة على الله تعالى هي سبب كفره ولا يقال إنما كفر بسبب الكبر على آدم لقوله: [ أنا خير منه ] فإنه كان يلزم منه أن كل متكبر كافر وليس الأمر كذلك نعم أن من تكبر على الله تعالى وعن أن يكون مطيعا له في أوامره فهو كافر . *أدنى الشرك الحب على شيء من الجور والبغض على شيء من العدل : أخرج الحاكم بسنده من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الشرك أخفى من دبيب الذر على الصفا في الليلة الظلماء وأدناه أن تحب على شيء من الجور وتبغض على شيء من العدل وهل الدين إلا الحب والبغض: ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱠ آل عمران: ٣١ فهذا يدل على أن محبة ما يكرهه الله وبغض ما يحبه متابعة للهوى، والموالاة على ذلك والمعاداة عليه من الشرك الخفي ويدل على ذلك الآية المتقدمة، فجعل الله علامة الصدق في محبته واتباع رسوله فدل على أن المحبة لا تتم بدون الطاعة والموافقة . إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم