أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة العشرون في موضوع "العدل "

نبذة عن الفيديو

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة العشرون في موضوع (العدل) والتي هي بعنوان: *هداية العبد وإسعاده فضل من الله ورحمة وإضلاله وإبعاده عدل منه وحكمة : قال ابن القيم: " إذا دخل مسيئهم النار بعدل الله فدخول محسنهم الجنة بفضله ورحمته أولى؛ فإن رحمته سبقت غضبه والفضل أغلب من العدل ولهذا لا يدخل النار إلا من عمل أعمال أهل النار، وأما الجنة فيدخلها من لم يعمل خيرا قط بل ينشئ لها أقواما يسكنهم إياها من غير عمل عملوه ويرفع فيها درجات العبد من غير سعي منه بل بما يصل إليه من دعاء المؤمنين وصلاتهم وصدقتهم وأعمال البر التي يهدونها إليه بخلاف أهل النار فإنه لا يعذب فيها بغير عمل أصلا وقد ثبت بنص القرآن. وإجماع الأمة أن مسيء الجن في النار بعدل الله وبما كانوا يكسبون فمحسنهم في الجنة بفضل الله بما كانوا يعملون . وقال الحكمي: فهدايته العبد وإسعاده فضل ورحمة وإضلاله وإبعاده عدل منه وحكمة وهو أعلم بمواقع فضله وعدله وهو الحكيم العليم الذي يضع الأشياء مواضعها وهو أعلم بمن هو محل الهداية فيهديه ومن هو محل الإضلال فيضله وهو أحكم الحاكمين وهو عليم بالمتقين وعليم بالظالمين وعليم بالمهتدين وهو أعلم بالشاكرين وأعلم بما في صدور العالمين وهو أعلم حيث يجعل رسالته وهو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى وله في ذلك الحكمة البالغة والحجة الدامغة . وقال تعالى في استغفار الملائكة للمؤمنين: ﭐﱡﭐ ﱓ ﱔﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛﱜ ﱠ غافر: ٩ ومن وقاه الله السيئات وأعاذه منها فقد وقاه عقوبتها من باب الاستلزام فإذا علم أن موجب السيئات هو الظلم والجهل وذلك من نفس العبد وهي أمور ذاتية لها وأن السيئات هي موجب العقوبة والعقوبة من الله عدل محض وإنما تكون شرا في حق العبد لما يلحقه من ألمها وذلك بما كسبت يداه جزاء وفاقا كما قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﱠ الشورى: ٣٠ وقال تعالى: ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱠ يونس: ٤٤ فأفعال الله عز وجل كلها خير بصدورها عن علمه وحكمته وعدله وغناه التي هي من صفات ذاته فإذا أراد بعبده الخير أعطاه من فضله علما وعدلا وحكمة، فيصدر منه الإحسان والطاعة والبر والخير وإذا أراد به شرا أمسكه عنه وخلاه ودواعي نفسه وطبعه وموجبها فصدر منه موجب الجهل والظلم من كل شر وقبيح وليس منعه لذلك ظلما منه سبحانه فإنه فضله يؤتيه من يشاء وليس من منع فضله ظالما ولا سيما إذا منعه عن ممحل لا يستحقه ولا يليق به وأيضا فإن هذا الفضل هو توفيقه وإرادته تعالى أن يلطف بعبده ويعينه ويوفقه ولا يخلي بينه وبين نفسه وهذا محض فعله وفضله وهو أعلم بمن يصلح لذلك ولهذا قال تعالى: ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱠ الأنعام: ٥٣ ومن نعمه على عبده المؤمن ما ييسره له من الإيمان والحسنات فإنها من فضله وإحسانه ورحمته وحكمته وسيئات العبد من عدله وحكمته إذ كل نعمة منه فضل وكل نقمة منه عدل وهو لا يسأل عما يفعل لكمال حكمته ورحمته وعدله لا لمجرد قهره وقدرته . إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم