أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة عشرة في موضوع "العدل "

نبذة عن الفيديو

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنةعشرة في موضوع (العدل) والتي هي بعنوان:الفرق بين العدل والإحسان ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱠ النحل: ٩٠ فالإحسان فوق العدل، وذلك أن العدل هو أن يعطي ما عليه ويأخذ ماله والإحسان أن يعطي أكثر مما عليه ويأخذ أقل مما له. قال بن التين: العدل والإحسان في أمر واحد والعدل واجب والإحسان مندوب قلت: وهو مبني على تفسير العدل والإحسان وقد اختلف السلف في المراد بهما في الآية فقيل: 1- العدل لا إله إلا الله والإحسان الفرائض، 2- وقيل العدل لا إله إلا الله والإحسان الإخلاص 3- وقيل العدل خلع الأنداد والإحسان أن تعبد الله كأنك تراه وهو بمعنى الذي قبله 4- العدل الفرائض والإحسان النافلة 5- العدل العبادة والإحسان الخشوع فيها 6- وقيل العدل الإنصاف والإحسان التفضل 7- وقيل العدل امتثال المأمورات والإحسان اجتناب المنهيات 8- وقيل العدل بذل الحق والإحسان ترك الظلم 9- وقيل العدل استواء السر والعلانية والإحسان فضل العلانية 10- وقيل العدل البذل والإحسان العفو 11- وقيل العدل في الأفعال والإحسان في الأقوال وقيل غير ذلك وأقربها: الخامس والسادس وقال القاضي أبو بكر بن العربي: العدل بين العبد وربه بامتثال أوامره واجتناب مناهيه، وبين العبد وبين نفسه بمزيد الطاعات وتوقي الشبهات والشهوات، وبين العبد وبين غيره بالإنصاف انتهى ملخصا. وقال الراغب: العدل ضربان مطلق يقتضي العقل حسنه ولا يكون في شيء من الأزمنة منسوخا ولا يوصف بالاعتداء بوجه نحو أن تحسن لمن أحسن إليك وتكف الأذى عمن كف أذاه عنك وعدل يعرف بالشرع ويمكن أن يدخله النسخ ويوصف بالاعتداء مقابلة كالقصاص وأرش الجنايات وأخذ مال المرتد ولذا ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﱠ البقرة: ١٩٤ - ١٩٥ وهذا النحو هو المعنى بقوله تعالى: ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱠ النحل: ٩٠ فإن العدل هو المساواة في المكافأة في خير أو شر والإحسان مقابلة الخير بأكثر منه والشر بالترك أو بأقل منه . وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: إمام عادل خير من مطر وابل، وأسد حطوم خير من سلطان ظلوم، وسلطان ظلوم خير من فتنة تدوم . *كلمة العدل في الرضا والغضب : قال المناوي: روى الحكيم أن المصطفى قال في قوله تعالى: ﱡﭐ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀﳁ ﱠ سبأ: ١٣ قال: ( من كان فيه ثلاث خصال فقد أوتى ما أوتى آل داوود: 1 ) خشية الله في السر والعلانية 2 ) والقصد في الغنى والفقر 3 ) وكلمة العدل في الرضا والغضب ... الحديث رواه البزار عن حذيفة بن اليمان وإسناده حسن أو صحيح *درجات الجنة تنال بالأعمال وهذا مقتضى العدل : قال علي القارئ: عن جابر قال: قال رسول الله: ( لا يدخل ) بضم أوله ( أحدا منكم عمله الجنة ) فاعله ( ولا يجيره ) أي لا يخلصه ولا ينجيه ( من النار ولا أنا ) أي أياى ( إلا برحمة الله ) أي إلا عملا مقرونا برحمته؛ فالإستثناء متصل فدخول الجنة بمحض الرحمة، ودرجاتها على حسب أعمال أصحابها بمقتضى العدل" رواه مسلم . *قتل الخنزير من العدل : قال ابن حزم: " وأما الخنازير فروّينا من طريق البخاري بسنده من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( والذي نفسي بيده ليوشكنّ أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ) فأخبر عليه السلام أن قتل الخنزير من العدل الثابت في ملّته التي يحييها عيسى أخوه عليهما السلام . إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم