أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السادسة عشرة في موضوع "العدل "

نبذة عن الفيديو

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السادسةعشرة في موضوع (العدل) والتي هي بعنوان :*فضل العدل :: وقيل العدل أقوى جيش والأمن أهنئ عيش وقال بعضهم الدول إذا افتتحت بالعدل امتدت آمادها وثبت أعمادها. ومن كتاب المبهج إذا ملك العادل زال الروع وأفرخ وإذا ملك الظالم عشش الشر وفرخ وقال إذا نطق العدل في دار الإمارة فلها البشرى بالعز والعمارة. وقال عدل السلطان لدينه أحوط ولدنياه أضبط ولأوليائه أثبت ولأعدائه أكبت. وقيل إذا عقد السلطان بالعدل عقيدته وطوى على الإحسان طويته فليبشر بالنجم الأسعد والجد الأصعد. وقال ما أحرى الملك العادل بالارتفاع إلى نفاع الملك والصعود إلى سعود الفلك. قال من عدل نفذ حكمه وقرطس في المطالب سهمه ومن ظلم تعجل زوال النعم وحلول النقم. وقيل من عدل حصن ملكه ومن ظلم فقد استعجل هلكه وقيل من عدل زاد قدره ومن ظلم نقص عمره وقيل من عدل في سلطانه استغنى عن أعوانه. وقيل أفضل الملوك من أحسن في فعله ونيته وعدل في جنده ورعيته وفي التوراة من يظلم يخرب بيته. وفي الزبور إذا ظلمت من دونك فلا تأمن من فوقك. وفي الحديث دار الظالم خراب ولو ببعد حين وقال معاوية أنقص الناس عقلا من ظلم من هو دونه وفي بعض الأحاديث اتقوا ظلم من لا ناصر له إلا الله وقيل ألْأَم الظلم : ظلم الضعيف وقيل الظلم : مسلبة للنعم مجلبة للنقم وقيل أقرب الأشياء صرعة الظلوم وأنفذ السهام دعوة المظلوم، قال: ( اتقوا دعوة المظلوم فإنها ترفع على الغمام ) ويقول الله عز وجل: [ وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين ] وقال عليه الصلاة والسلام: ( ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد على ولده ) وقال عمر رضي الله عنه لمولى له وقد استعمله على الحمى اتق دعوة المظلوم فإنها مجابة. وقال بعض الحكماء من ساءت سيرته سرت منيته ومن قبح ملكه حسن هلكه ومن كال تعديه كثر أعاديه ومن طالت عداوته زال سلطانه من طال اعتداؤه قرب فناؤه من تغذى بسوء السيرة تعشى بزوال القدرة وفي بعض الآثار الملك يبقى على الكفر ولا يبقى على الظلم وقال بعض البلغاء من ظلم أولاده ومن أفسد أمره أفسد معاده ومن كتاب ( المبهج ) أخلق بالملك الظلوم أن يصير عظة للرائين وعبرة للراوين بشر الملك الغشوم بالمحن من وجوه المنح والنوائب من مواضع المواهب والفتوق من جهة الفتوح إذا كان الملك جائرا فسلام على سلامة الرعية أخلق بالظالم أن ينهار في جرف هار ومن نتائج الظلم قصر المدة وانقطاع المدد وانفصال العدد ظل المال المستثمر من ظلم الرجال كسحاب تمزقه أيدي الجنوب والشمال وذات الشمال قيل للظالم قليل المعونة قبيح الذكر والأحدوثة الظلم لا يقال صريعه ولا يساغ ضريعه ما أبين سوء الشؤم في وجه الغشوم قال ابن المعتز: الظالم يعيد الوثبة قريب الصرعة قيل من لم يعدل عدل الله فيه ومن حكم لنفسه حكم الله عليه وقال اذكر عند الظلم عدل الله فيك وعند القدرة قدرة الله عليك، وقال الظلم من اللؤم والإنصاف من السخاء وقال: آخر الظلم أسرع إلى تبديل نعمة وتعجيل نقمة وقيل: الظلم طريق إلى سخط الله تعالى وقيل يحيى بن خالد البرمكي: بئس الزاد إلى المعاد ظلم **أما والله إن الظلم لؤم وما زال المسيء هوالظلوم إلى ديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم وقال آخر: وما من يد إلا يد الله فوقها وما ظالم إلا سيبلى بظالم وقال آخر: إذا جارالأميروكاتباه وقاضي الأرض أسرف في القضاء فويل للأمير وكاتبيه وقاضي الأرض من قاضي السماء ووقف يهودي لعبد الملك بن مروان فقال يا أمير المؤمنين إن بعض خاصتك ظلمني فانصفني منه وأذقني حلاوة العدل فاعرض عنه فوقف له ثانيا فلم يلتفت إليه فوقف له مرة ثالثة وقال يا أمير المؤمنين إنا نجد في التوراة المنزلة على كليم الله موسى صلوات الله وسلامه عليه إن الإمام لا يكون شريكا في ظلم أحد حتى يرفع إليه فإذا رفع إليه ذلك ولم يزله فقد شاركه في الظلم والجور فلما سمع عبد الله كلامه فزع وبعث في الحال إلى من ظلمه فعزله وأخذ لليهودي حقه منه. وروى أن رجلا من العقلاء غصبه بعض الولاة ضيعة له فأتى إلى المنصور فقال له أصلحك الله يا أمير المؤمنين أأذكر لك حاجتي أم أضرب لك قبلها مثلا فقال بل اضرب المثل فقال إن الطفل الصغير إذا نابه أمر يكرهه فإنما يفزع إلى أمة إذا لا يعرف غيرها وظنا منه أن لا ناصر له غيرها فإذا ترعرع واشتد كان فرارة إلى أبيه فإذا بلغ وصار رجلا وحدث به أمر شكاه إلى الوالي لعلمه أنه أقوى من أبيه فإذا زاد عقله شكاه إلى السلطان لعلمه أنه أقوى ممن سواه فإن لم ينصفه السلطان شكاه إلى الله تعالى لعلمه أنه أقوى من السلطان وقد نزلت بي نازلة وليس أحد فوقك أقوى منك إلا الله تعالى فإن أنصفتني وإلا رفعت أمري إلى الله تعالى في الموسم فإني متوجه إلى بيته وحرمه فقال المنصور بلك ننصفك وأمر أن يكتب إلى واليه برد ضيعته إليه. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم