أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الخامسة عشرة في موضوع "العدل "

نبذة عن الفيديو

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخامسةعشرة في موضوع (العدل) والتي هي بعنوان :*فضل العدل :: والعدل ميزان الله تعالى في الأرض الذي يؤخذ به للضعيف من القوي والمحق من المبطل واعلم أن عدل الملك يوجب محبته وجوره يوجب الافتراق عنه وأفضل الأزمنة ثوابا أيام العدل. وروينا من طريق أبي نعيم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لعمل الإمام العادل في رعيته يوما واحدا أفضل من عمل العابد في أهله مائة عام أو خمسين عاما ). وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( عدل ساعة خير من عبادة سبعين سنة ). وروينا في سنن أبي داوود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل والصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم تحمل على الغمام وتفتح لها أبواب السماء ). وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لكعب الاحبار أخبرني عن جنة عدن؟ قال يا أمير المؤمنين: "لا يسكنها إلا نبي أو صديق أو شهيد أو إمام عادل" فقال عمر: والله ما أنا نبي وقد صدقت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما الإمام العادل فإني أرجو أن لا أجور وأما الشهادة فأنى لي بها؟ قال الحسن: فجعله الله صديقا شهيدا حكما عدلا. وسأل الاسكندر حكماء أهل بابل: إيما أبلغ عندكم الشجاعة أو العدل قالوا إذا استعملنا العدل استغنينا به عن الشجاعة. ويقال عدل السلطان أنفع من خصب الزمان وقيل إذا رغب السلطان عن العدل رغبت الرعية عن طاعته. وكتب بعض عمال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يشكو إليه من خراب مدينته ويسأله مالا يرمها به فكتب إليه عمر: قد فهمت كتابك فإذا قرأت كتابي فحصن مدينتك بالعدل ونق طرقها من الظلم فإنه مرمتها والسلام. ويقال: إن الحاصل من خراج سواد العراق في زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان مائة ألف ألف وسبعة وثلاثين ألف ألف فلم يزل يتناقص حتى صار في زمن الحجاج ثمانية عشر ألف ألف، فما ولي عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ارتفع في السنة الأولى إلى ثلاثين ألف ألف وفي الثانية إلى ستين ألف ألف وقيل أكثر، وقال: إن عشت لأبلغنه إلى ما كان في أيام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فمات في تلك السنة. ومن كلام كسرى لا ملك إلا بالجند ولا جند إلا بالمال ولا مال إلا بالبلاد ولا بلاد إلا بالرعايا ولا رعايا إلا بالعدل. ولما مات سلمة بن سعيد كان عليه ديون للناس ولأمير المؤمنين المنصور فكتب المنصور لعامله استوف لأمير المؤمنين حقه وفرق ما بقي بين الغرماء فلم يلتفت إلى كتابه وضرب للمنصور بسهم من المال كما ضرب لأحد الغرماء ثم كتب للمنصور إني رأيت أمير المؤمنين كأحد الغرماء فكتب إليه المنصور ملئت الأرض بك عدلا. وكان أحمد بن طولون والي مصر متحليا بالعدل مع تجبره وسفكه للدماء وكان يجلس للمظالم وينصف المظلوم من الظالم. حكى أن ولده العباس استدعى بمغنية وهو يصطبح يوما فلقيها بعض صالحي مصر ومعها غلام يحمل عودها فكسره فدخل العباس إليه وأخبره بذلك فأمر بإحضار ذلك الرجل الصالح فلما أحضر إليه قال أنت الذي كسرت العود قال نعم قال أعلمت لمن هو؟ قال نعم هو لابنك العباس قال أفما أكرمته لي قال أكرمه لك بمعصية الله عز وجل والله تعالى يقول والمؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهونه عن المنكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فأطرق أحمد بن طولون عند ذلك ثم قال كل منكر رأيته فغيره وأنا من ورائك. والعدل ميزان الله في أرضه وضعه للخلق ونصبه للحق فمن خالفه في ميزانه وعارضه في سلطانه فقد عرض دينه للخبال ودولته للزوال وعزه للذل وكثرته للقل. وقيل كل دولة بني أساسها على العدل أمنت الإنعدام وسلمت والإنهدام. وفي الزبور: العدل ميزان الباري فلذلك هو مبرأ من كل زلل وميل. وقال صلى الله عليه وسلم: ( عدل ساعة في حكومة خير من عبادة ستين سنة ) وقال بعض الحكماء عدل السلطان خير من خصب الزمان. قال أردشير: الملك لا يصلح إلا بأعداد ولا تعد الأجناد إلا بإدرار الأرزاق ولا تدر الأرزاق بكثرة الأموال إلا بعمارة البلاد ولا تعمر البلاد إلا بالأمن والعدل في العباد. وقال جعفر بن يحيى بن خالد الخراج عماد الملك فما استغفر بمثل العدل وما استئزر بمثل الجور. وقال أنو شروان إن الملك إذا كثرت أمواله مما يأخذ من رعيته كان كمن يعمر سطح بيته بما يقتلع من قواعد بنيانه. وكتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج في أمر أهل السواد ابق لهم لحوما يعقدوا بها شحوما. وقال بعض الحكماء لا يكون العمران حيث يجور السلطان إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم