أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الرابعة عشرة في موضوع "العدل "
نبذة عن الفيديو
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الرابعةعشرة في موضوع (العدل) والتي هي بعنوان :*الكلمة السواء هي العدل : ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱠ آل عمران: ٦٤ أي قل لأهل الكتاب من اليهود والنصارى، [ تعالوا إلى كلمة سواء ... ] أي هلموا نجتمع عليها وهي الكلمة التي اتفق عليها الأنبياء والمرسلون ولم يخالفها إلا المعاندون والضالون ليست مختصة بأحدنا دون الآخر بل مشتركة بيننا وبينكم وهذا من العدل في المقال والإنصاف في الجدال ثم فسرها بقوله ﭐﱡﭐ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱠ آل عمران: ٦٤ فنفرد الله بالعبادة ونخصه بالحب والخوف والرجاء ولا نشرك به نبيا ولا ملكا ولا وليا ولا صنما ولا وثنا ولا حيوانا ولا جمادا، ﭐﱡﭐ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲﱳ ﱠ آل عمران: ٦٤ بل تكون الطاعة كلها لله ولرسله فلا نطيع المخلوقين في معصية الخالق؛ لأن ذلك جعل المخلوقين في منزلة الربوبية فإذا دعي أهل الكتاب أو غيرهم إلى ذلك فإن أجابوا كانوا مثلكم لهم ما لكم وعليهم ما عليكم وإن تولوا فهم معاندون متبعون أهواءهم فاشهدوهم أنكم مسلمون ولعل الفائدة في ذلك أنكم إذا قلتم لهم ذلك وأنتم أهل العلم على الحقيقة كان ذلك زيادة على إقامة الحجة عليهم كما استشهد تعالى بأهل العلم حجة على المعاندين وأيضا فإنكم إذا أسلمتم أنتم وآمنتم فلا يعبأ الله بعد إسلام غيركم لعدم زكائهم ولخبث طويتهم ... وأخرج ابن خزيمة بسنده من حديث كدير الضبي قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة؟ قال: ( تقول العدل وتعطي الفضل ) . وقوله ﱡﭐ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞﱟ ﱠ الأنعام: ١٥٢ كقوله: ﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏﱐ ﱠ النساء: ١٣٥ يأمر تعالى بالعدل في الفعال والمقال على القريب والبعيد والله تعالى يأمر بالعدل لكل أحد في كل وقت وفي كل حال. قال قتادة: السواء: العدل قاله الفراء، ويقال في معنى العدل سوى وسوى قال: وفي قراءة عبد الله [ إلى كلمة عدل بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ] على البدل من [ كلمة ] وإن شئت كان التقديرهي أن لا نعبد إلا الله . *الصلح بين الطائفتين بالعدل : قوله تعالى: ﭐﱡﭐ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﱠ الحجرات: ٩ ومن العدل في صلحهم ألا يطالبوا بما جرى بينهم من دم ولا مال فإنه تلف على تأويل وفي طلبهم تنفير لهم عن الصلح واستشراء في البغي وهذا أصل في المصلحة وقد قال لسان الأمة إن حكمة الله تعالى في حرب الصحابة التعريف منهم لأحكام قتال أهل التأويل إذا كان أحكام قتال أهل الشرك قد عرفت على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم وفعله . وقال الرازي: [ بالعدل ] فكأنه قال: واحكموا بينهما بعد تركهما القتال بالحق وأصلحوا بالعدل مما يكون بينهما لئلا يؤدي إلى ثوران الفتنة بينهما مرة أخرى، وقوله [ وأقسطوا ] أي في أمر مفض إلى أشرف درجة وأرفع منزلة وهي محبة الله . *فضل العدل : ذكر الإمام أحمد في مسنده في ضمن حديث قال: وجدت في خزائن بعض بني أمية حنطة الحبة بقدر نواة التمرة وهي في صرة مكتوب عليها كان هذا ينبت في زمن من العدل وكثير من هذه الآفات أحدثها الله سبحانه وتعالى بما أحدث العباد من الذنوب . وقال ابن حجر في شرحه لحديث إفاضة المال: قوله ( ويفيض المال ) أي: يكثر وفي رواية عطاء بن ميناء المذكورة ( وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد ) وسبب كثرته نزول البركات وتوالي الخيرات بسبب العدل وعدم الظلم وحينئذ تخرج الأرض كنوزها وتقل الرغبات في اقتناء المال لعلمهم بقرب الساعة . والله تعالى أمر بالعدل ثم علم سبحانه وتعالى أنه ليس كل النفوس تصلح على العدل بل تطلب الإحسان وهو فوق العدل فقال تعالى: ﭐﱡﭐ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱠ النحل: ٩٠ فلو وسع الخلائق العدل ما قرن الله به الاحسان. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم