أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية عشرة في موضوع "العدل "

نبذة عن الفيديو

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانيةعشرة في موضوع (العدل) والتي هي بعنوان : *العدل بين الأولاد : أخرج الهيثمي بسنده من حديث النعمان بن بشير قال إن والدي بشير بن سعد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن عمرة بنت رواحة نفست بغلام وإني سميته نعمان وإنها أبت أن تربيه حتى جعلت له حديقة لي هي أفضل مالي وأنها قال: أشهد النبي صلى الله عليه وسلم: ( هل لك ولد غيره؟ ) قال: نعم قال: ( لا تشهدي إلا على عدل فإني لا أشهد على جور ) . وأخرجه – مختصرا – ابن أبي الدنيا بسنده من حديث النعمان بن بشير قال: نحلني أبي نحلا فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم أشهده، فقال: ( لا أشهد ، إني لا أشهد إلا على حق ) حديث حسن وله شواهد في الصحيح . وقال ابن القيم: ومن حقوق الأولاد العدل بينهم في العطاء والمنع ففي السنن ومسند أحمد وصحيح ابن حبان من حديث النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اعدلوا بين أبنائكم اعدلوا بين أبنائكم ). وفي صحيح مسلم أن امرأة بشير قالت له: انحل ابني غلاما وأشهد لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن ابنة فلان سألتني أن أنحل ابنها غلامي قال: ( له إخوة؟ ) قال: نعم ، قال: ( أفكلهم أعطيت مثل ما أعطيته؟ ) قال: لا ، قال: ( فليس يصلح هذا وإني لا أشهد إلا على حق ) ورواه الإمام أحمد وقال فيه: ( لا تشهدني على جور إن لبنيك عليك من الحق أن تعدل بينهم ). وفي الصحيحين عن النعمان بن بشير أن أباه أتى به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني نحلت ابني هذا غلاما كان لي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أكُلَ ولدك نحلت مثل هذا؟ ) فقال: لا ، فقال: ( أرجعه ) وفي رواية لمسلم فقال: ( أفعلت هذا بولدك كلهم؟ ) قال: لا ، قال: ( اتقوا الله واعدلوا في أولادكم ) فرجع أبي في تلك الصدقة. وفي الصحيح ( أشهد على هذا غيري ) وهذا أمر تهديد لا إباحة فإن تلك العطية كانت جورا بنص الحديث ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأذن لأحد أن يشهد على صحة الجور ومن ذا الذي كان يشهد على تلك العطية وقد أبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشهد عليها وأخبر أنها لا تصلح وأنها جور وأنها خلاف العدل. ومن العجب أن يحمل قوله ( اعدلوا بين أولادكم ) على غير الوجوب وهو أمر مطلق مؤكد ثلاث مرات، وقد أخبر الآمر به أن خلافه وأنه لا يصلح وأنه ليس بحق وما بعد الحق إلا الباطل هذا والعدل واجب في كل حال فلو كان الأمر به مطلقا لوجب حمله على الوجوب فكيف وقد اقترن به عشرة أشياء تؤكد وجوبه فتأملها في ألفاظ القصة. وقد ذكر البيهقي بسنده من حديث أنس أن رجلا كان جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم فجاء بني له فقبله وأجلسه في حجره ثم جاءت بنية فأخذها فأجلسها إلى جنبه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( فما عدلت بينهما ) وكان السلف يستحبون أن يعدلوا بين الأولاد في القبلة. وقال بعض أهل العلم: إن الله سبحانه يسأل الوالد عن ولده يوم القيامة قبل أن يسأل الولد عن والده فإنه كما أن للأب على ابنه حقا فللإبن على أبيه حق كما قال تعالى:ﱡﭐﱎ ﱏ ﱐ ﱑﱒﱠ العنكبوت: ٨ وقال تعالى: ﭐﱡﭐ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﱠ التحريم: ٦ وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( اعدلوا بين أولادكم ) فوصية الله للآباء بأولادهم سابقة على وصية الأولاد بآبائهم قال الله تعالى:ﱡﭐﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮﱯﱠ الإسراء: ٣١ فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء إليه غاية الإساءة وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه فأضاعوهم صغارا فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارا كما عاتب بعضهم ولده على العقوق فقال: يا أبت إنك عققتني صغيرا فعققتك كبيرا وأضعتني وليدا فأضعتك شيخا . إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم