أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الحادية عشرة في موضوع "العدل "

نبذة عن الفيديو

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الحاديةعشرة في موضوع (العدل) والتي هي بعنوان : *العدل بين النساء: قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱠ النساء: ١٢٩، أي: لن تقدروا أن تسووا بين النساء في الحب وميل القلب [ ولو حرصتم ] على العدل [ فلا تميلوا ] أي إلى التي تحبونها [ كل الميل ] في القسم والنفقة،أي لا تتبعوا أهواءكم أفعالكم [ فتذروها كالمعلقة ] أي فتدعوا الأخرى كالمعلقة لا أيما ولا ذات بعل. وقال قتادة: كالمحبوسة وفي قراءة أبيّ بن كعب [ كأنها محبوسة ]، وروي عن أبي قلابة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقسم بين نسائه فيعدل ويقول: ( اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك ). ورواه بعضهم عن أبي قلابة عن عبد الله بن يزيد عن عائشة رضي الله عنها متصلا. وروي عن أبي هريرة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل ) [ وإن تصلحوا وتتقوا ] الجور [ فإن الله كان غفورا رحيما ] . وقال السعدي: يخبر تعالى أن الأزواج لا يستطيعون وليس في قدرتهم العدل التام بين النساء وذلك لأن العدل يستلزم وجود المحبة على السواء والداعي على السواء والميل في القلب إليهن على السواء ثم العمل بمقتضى ذلك وهذا متعذر غير ممكن فلذلك عفا الله عمالا يستطاع ونهى عما هو ممكن بقوله:ﱡﭐﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰﱱ ﱲ ﱳ ﱠ النساء: ١٢٩ أي لا تميلوا ميلا كثيرا بحيث لا تؤدون حقوقهن الواجبة بل افعلوا ما هو باستطاعتكم في العدل والنفقة والكسوة والقسم ونحوها، عليكم أن تعدلوا بينهن فيها بخلاف الحب والوطء ونحو ذلك فإن الزوجة إذا ترك زوجها ما يجب لها صارت كالمعلقة التي لا زوج لها فتستريح وتستعد للتزوج ولا ذات زوج يقوم بحقوقها . وقوله تعالى: ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﱠ النساء: ٣ أجمع المسلمون على أن من لم يخف القسط في اليتامى له أن ينكح أكثر من واحدة أو اثنتين أو ثلاثا أو أربعا، كمن خاف فدل على أن الآية نزلت جوابا لمن خاف ذلك وأن حكمها أعم من ذلك، والذي يظهر في الآية على ما فسرتها به عائشة وارتضاه القرطبي وغير واحد من المحققين ودل عليه القرآن أن لها مفهوما معتبر لأن معناها، وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتيمات فانكحوا ما طاب لكم من سواهن ومفهومه أنهم إن لم يخافوا عدم القسط لم يؤمروا بمجاوزتهن إلى غيرهن بل يجوز لهم حينئذ الاقتصار عليهن وهو واضح كما ترى إلا أنه تعالى لما أمر بمجاوزتهن إلى غيرهن عند خوفهم أن لا يقسطوا فيهن أشار إلى القدر الجائز من تعدد الزوجات. وقال بعض العلماء معنى الآية ﱡﭐ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱠ النساء: ٣ أي إن خشيتم ذلك فتحرجتم من ظلم اليتامى فاخشوا أيضا وتحرجوا من ظلم النساء بعد العدل بينهن وعدم القيام بحقوقهن فقللوا عدد المنكوحات ولا تزيدوا على أربع وإن خفتم عدم إمكان ذلك مع التعدد فاقتصروا على الواحدة لأن المرأة شبيهة باليتيم لضعف كل واحد منهما وعدم قدرته على المدافعة عن حقه فكما خشيتم من ظلمه فاخشوا من ظلمها . وأخرج البخاري بسنده من حديث عائشة رضي الله عنها أن نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كنّ حزبين فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسَودة والحزب الآخر أم سلمة وسائر نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخّرها حتى إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة بعث صاحب الهدية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة فلكلّم حزب أم سلمة فقلن لها كلّمي رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلِّم الناس فيقول من أراد أن يهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية فليهدها إليه حيث كان بيوت نسائه فكلّمته أم سلمة بما قلن لها فلم يقل لها شيئا فسألنها فقالت ما قال بي شيئا فقلن لها فكلّميه قالت فكلّمته حين دار إليها أيضا فلم يقل لها شيئا فسألنها فقالت ما قال لي شيئا فقلن لها كلّميه حتى يكلّمك فدار إليها فكلّمته فقال لها لا تؤذيني في عائشة فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة قالت فقالت أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله ثم إنهن دَعَونَ فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول إن نسائك ينشدنك الله العدل في بنت أبي بكر فكلّمته فقال يا بنيّة ألا تحبين ما أحب قال بلى فرجعت إليهن فأخبرتهن فقلن ارجعي إليه فأبت أن ترجع فأرسلن زينب بنت جحش فأتته فأغلظت وقالت إن نساءك ينشدنك الله تعالى العدل في بنت بن أبي قحافة فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة وهي قاعدة فسبّتها حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لينظر إلى عائشة هل تكلّم قال فتكلّمت عائشة ترد على زينب حتى أسكتتها قالت فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى عائشة وقال إنها بنت أبي بكر . وقال ابن حجر: ﭐﱡﭐ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱠ النساء: ١٢٩ أشار بذكر الآية إلى أن المنتهى فيها العدل بينهم من كل جهة وبالحديث إلى أن المراد بالعدل التسوية بينهن بما يليق بكل منهن فإذا وفى لكل واحدة منهن كسوتها وفقتها والإيواء إليها لم يضره ما زاد على ذلك من ميل قلب أو تبرع بتحفة وقد روى الأربعة وصححه بن حبان والحاكم من طريق حماد بن سلمة عن أيوب عن أبي قلابة عن عبد الله بن يزيد عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقسم بين نسائه فيعدل ويقول اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك قال الترمذي يعني به الحب والمودة كذلك فسره أهل العلم قال الترمذي وراه غير واحد عن حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة مرسلا وهو أصح من رواية حماد بن سلمة وقد أخرج البيهقي من طريق علي بن أبي طلحة عن بن عباس في قوله[ ولن تستطيعوا ] الآية قال في الحب والجماع وعن عبيدة بن عمرو السلماني مثله . وقال الشوكاني: عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطوف على نسائه بغسل واحد رواه الجماعة إلا البخاري ولأحمد والنسائي في ليلة بغُسل واحد رواه الجماعة الحديث أخرجه البخاري أيضا من حديث قتادة عن أنس بلفظ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهنّ إحدى عشرة قال: قلت لأنس بن مالك أو كان يُطيقه؟ قال: كنا نتحدث أنه أُعطِيَ قوة ثلاثين ولم يذكر فيه الغُسل. قال بن عبد البر: ومعنى الحديث: أنه فعل ذلك عند قدومه من سفر سافره ونحوه في وقت ليس لواحدة منهن يوم معيّن معلوم فجمعهنّ يومئذ ثم دار بالقسم عليهنّ بعد؛ لأنهن كنّ حرائر وسنّته صلى الله عليه وسلم فيهنّ العدل بالقسم بينهنّ وأن لا يمسّ الواحدة في يوم الأخرى . وقال ابن القيم: ومنع من تجاوز أربع زوجات لكونه ذريعة ظاهرة إلى الجور وعدم العدل بينهن وقصر الرجال على الأربع فسحة لهم في التخلص من الزنى وإن وقع منهم بعض الجور فاحتماله أقل مفسدة من مفسدة الزنى . إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم