أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة التاسعة في موضوع "العدل "

نبذة عن الفيديو

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة التاسعة في موضوع (العدل) والتي هي بعنوان : *قواعد الحكم والسياسة ترسى بالعدل : لا يمكن إصلاح السياسة والحكم الدولي إلا عن طريق تقرير العدل المطلق والمساواة بين الناس ومراعاة الفضائل في الأحكام والمعاملات من الحق والعدل والوفاء بالعهود والرحمة والمواساة والمحبة واجتناب الرذائل من الظلم والغدر ونقض العهود والكذب والخيانة والغش وأكل أموال الناس بالباطل كالرشوة والربا والتجارة بالدين والخرافات . قال الحكماء: الملك بيت أسه الإيمان وسقفه التقوى وأركانه الشرائع وفرشه العدل وأستاره السير المحمودة فإذا قعد فيه الملك ابتهجت به الدنيا وتآلفت به النفوس وعمرت به البلاد وشمل الصلاح العباد . وأخرج الخطيب البغدادي بسنده من حديث يزيد بن الأصم قال سمعت عوف بن مالك في مسجد دابق يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن شئتم أنبأتكم عن الإمارة وما فيها؟ ) فقمت فناديت بأعلى صوتي ما هي يا رسول الله؟ فقال: ( أولها ملامة، وثانيها ندامة، وثالثها عار يوم القيامة؛ إلا من عدل وكيف يعدل مع أقربائه؟ ) . قال إبراهيم الحسيني: أخرجه الطبراني في الكبير البزار عن عوف بن مالك رضي الله عنه، وقال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجال الكبير رجال الصحيح. وقال المنذري: رواه البزار والطبراني ورواته رواة الصحيح، وسببه عن المقداد قال استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمل فلما رجعت قال: ( كيف وجدت الإمارة ) ؟ قلتك ما ظننت إلا أن الناس كلهم دخول والله لا ألي على عمل أبدا . *آثار العدل : ضمن الله النصر لمن نصر الله ورسوله بالغيب وهو القيام بالعدل قال الله تعالى: ﭐﱡﭐ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱠ الحج: ٤٠ ثم إنه تعالى أوضح شرائط لنصر الملوك وشرط عليهم شرائط كما ترى فما تضعضعت قواعدهم أو ظهر عليهم عدو أو اضطريت عليهم الامور إلا لإخلالهم بالشرائط المأخوذة عليهم أو بعضها وصلاحهم وفلاحهم بإقامة الميزان بالقسط الذي شرعه الله تعالى لعباده وركوب سبيل الحق والعدل الذي قامت به السموات والأرض ونصر المظلوم والأخذ على يد الظالم وذلك السلطان إذا عدل انتشر العدل في الرعية فأقاموا الوزن بالقسط وتعاطوا الحق فيما بينهم ولزموا قوانين العدل فمات الباطل وذهبت رسوم الجور فأرسلت السماء غيثها وأخرجت الارض بركاتها ونمت تجاراتهم وزكت زروعهم وتناسلت أنعامهم ودرت أرزاقهم ورخصت أسعارهم فواسى البخيل وأفضل الكريم وقضيت الحقوق وأعيرت المواعين وتهادوا فضول الأطعمة والتحف فهان كل الحطام لكثرته وذل بعد عزته فتماسكت على الناس مروءاتهم وحفظت عليهم أديانهم وبهذا يتبين لك أن الوالي مأجور على ما يتعاطاه من إقامة العدل وعلى ما يتعاطاه الناس بسببه حسن السلوك الحافظ . *صلاح الحاكم صلاح الأمة : قال سفيان الثوري لابي جعفر المنصور: إني لأعلم رجلا إن صلح صلحت الأمة؟ قال: ومن هو؟ أنت. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: إن ملكا من الملوك خرج يسير في مملكته مستخفيا فنزل على رجل له بقرة فراحت فحلبت له وزن ثلاثين بقرة فعجب الملك من ذلك وحدث نفسه بأخذها فلما راحت عليه من الغد حلبت على النصف فقال الملك ما بال حلابها انتقص أرعيت في غير مرعاها بالأمس فقال لا ولكن أظن أن ملكنا هم بأخذها فنقص لبنها فإن الملك إذا ظلم أو هم بظلم ذهبت البركة فعاهد الله سبحانه في نفسه ألا يأخذها وراحت من الغد فحلبت حلاب ثلاثين بقرة فتاب الملك وعاهد ربه ليعدلن ما بقي. ومن المشهور بأرض المغرب أن السلطان بلغه أن امرأة لها حديقة فيها القصب الحلو وأن القصبة الواحدة منها تعصر قدحا فعزم على أخذها منها ثم أتاها وسألها عن ذلك فقالت نعم ثم إنها عصرت قصبة فلم تعصر نصف قدح فقال لها أين الذي كان يقال فقالت هو الذي بلغك إلا أن يكون السلطان عزم على أخذها مني فارتفعت البركة منها فتاب السلطان وأخلص نيته لله تعالى ألا يأخذها أبدا ثم أمرها فعصرت قصبة فجاءت ملء قدح. قال صاحب سراج الملوك: وشهدت أنا بالإسكندرية والصيد بالخليج مطلق للرعية والسمك فيه يغلب الماء كثرة ويصيده الأطفال بالخرق ثم حجره الوالي ومنع الناس من صيده فذهب السمك حتى لا تكاد توجد منه إلا الواحدة بعد الواحدة إلى يومنا هذا، قال: وهكذا تتعدى سرائر الملوك وعزائمهم ومكنون ضمائرهم إلى الرعية إن خيرا فخير وإن شرا فشر . إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم