أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة السابعة في موضوع "العدل "
نبذة عن الفيديو
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة السابعة في موضوع (العدل) والتي هي بعنوان :*الله هو العدل : وقد أظهر سبحانه للعالمين كمال عدله فقال: ﱡﭐ ﳤ ﳥ ﳦ ﳧ ﳨ ﳩ ﱠ فصلت: ٤٦ ثم بيّن كيفية العدل فقال: ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢﱣ ﱠ الأنبياء: ٤٧ فظهر بهذا أن كونه ملكا حقا ليوم الدين إنما يظهر بسبب العدل ... قال ابن كثير: أي لا يظلم أحدا من خلقه بل هو الحكم العدل الذي لا يجوز تبارك وتعالى وتقدس وتنزه الغني الحميد ولهذا جاء في الحديث الصحيح من رواية أبي ذر رضي الله عنه عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال: [ يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ... يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه ] الحديث ومعنى كونه ﭐﱡﭐ ﱞ ﱟﱠ ﱠ آل عمران: ١٨ قائما بالعدل كما يقال فلان قائم بالتدبير أي يجريه على الاستقامة؛ وهذا العدل منه سبحانه ما هو متصل بباب الدنيا ومنه ما هو متصل بباب الدين؛ أما المتصل بالدين فانظر أولاً: في كيفية خلقة أعضاء الإنسان حتى تعرف عدل الله تعالى فيها، ثم انظر إلى اختلاف أحوال الخلق في الحسن والقبح والغنى والفقر والصحة السقم وطول العمر وقصره واللذة والآلام، واقطع بأن كل ذلك عدل من الله وحكمة وصواب، ثم انظر في كيفية خلقة العناصر وأجرام الأفلاك وتقدير كل واحد منها بقدر معين وخاصية معينة واقطع بأن كل ذلك حكمة وصواب، أما ما يتصل بأمر الدين فانظر إلى اختلاف الخلق في العلم والجهل والفطانة والبلادة والهداية والغواية واقطع بأن كل ذلك عدل وقسط... وأما قوله: ﭐﱡﭐ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱠ هود: ٥٦ أي مع كونه مالكا قاهرا متصرفا في عباده نواصيهم بيده فهو على صراط مستقيم وهو العدل الذي يتصرف به فيهم فهو على صراط مستقيم في قوله وفعله وقضائه وقدره وأمره ونهيه وثوابه وعقابه فخبره كله صدق وقضاؤه كله عدل وأمره كله مصلحة والذي نهى عنه كله مفسدة، وثوابه لمن يستحق الثواب بفضله، ورحمته وعقابه لمن يستحق العقاب بعدله وحكمته . ومن أسمائه الحسنى [ العدل ] الذي كل أفعاله وأحكامه سداد وصواب وحق وهو سبحانه قد أوضح السبل وأرسل الرسل وأنزل الكتب وأزاح العلل ومكن من أسباب الهداية والطاعة بالأسماع والأبصار والعقول وهذا عدله ووفق من شاء بمزيد عناية وأراد من نفسه أن يعينه ويوفقه فهذا فضله وخذل من ليس بأهل لتوفيقه وفضله وخلى بينه وبين نفسه ولم يرد سبحانه من نفسه أن يوفقه فقطع عنه فضله ولم يحرمه عدله وهذا نوعان: أحدهما: ما يكون جزاء منه للعبد على إعراضه عنه وإيثار عدوه في الطاعة والموافقة عليه وتناسى ذكره وشكره فهو أهل أن يخذله ويتخلى عنه. والثاني: أن لا يشاء له ذلك ابتداء لما يعلم منه أنه لا يعرف قدر نعمة الهداية ولا يشكره عليه ولا يثني عليه بها ولا يحبه فلا يشاؤها له لعدم صلاحية محله قال تعالى: ﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱠ الأنعام: ٥٣ وقال تعالى: ﭐﱡﭐ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡﲢ ﱠ الأنفال: ٢٣ فإذا قضى على هذه النفوس بالضلال والمعصية كان ذلك محض العدل . إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم