العدل/ أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الأولى في موضوع "العدل "

نبذة عن الفيديو

بسم الله الرحمن الرحيم (العدل ) المختصر إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟﱠ آل عمران: ١٠ وقال تعالى: ﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ النساء: ١ وقال تعالى: ﭐﱡﭐ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﱠ الأحزاب: ٧٠ – ٧١ وبعد: فهذه الحلقة الأولى في موضوع (العدل) والتي هي بعنوان التمهيد والمقدمة : إن العدل هو: الإنصاف وعدم الجور، وهو أمرٌ أمرَ الله به، لما يترتب على إقامته من مصالح عظيمة في الدنيا والآخرة، وحث عليه في أمور كثيرة منها: العدل بين الناس في الحكم، وفي القول، والكتابة، والإملاء، والإشهاد، وفي المعاملات المالية، والأسرية، وفي الوصية، وفي السياسة، وبين الأولاد، ولليتامى، وفي القصاص في القتلى، وفي الصلح بين الطائفتين، وبين الزوجات ،بل الله هو العدل، وشريعته مبنية على العدل. ولأهمية العدل وما يترتب على إقامته كان هذا البحث المتواضع. أسأل الله أن يجعله علما نافعا وعملا صالحا متقبلا. المقدمة: دلالات كلمة العدل: العدل ما قام في النفوس أنه مستقيم وهو ضد الجور، عَدَلَ الحاكم في الحكم يعدلُ عدلاً وهو عادلٌ من قوم عدول، وعدل: اسم للجمع كَتَجَرَ وشَرِبَ، وعدل عليه في القضية فهو عادل وبسط الوالي عدله ومعدلته، وفي أسماء الله سبحانه ( العدل ) وهو الذي لا يميل به الهوى فيجور في الحكم وهو في الأصل مصدر سمي به فوضع موضع العادل وهو أبلغ منه لأنه جعل المسمى نفسه عدلاً، وفلان من أهل المعدلة أي من أهل العدل، والعدل الحكم بالحق يقال هو يقضي بالحق ويعدل وهو حكم عادل ذو معدلة في حكمه والعدل من الناس المرضي قوله وحكمه. وقال الباهلي: رجلٌ عدلٌ وعادل جائز الشهادة، عدل رضا ومقنع في الشهادة. قال ابن بري: ومنه قول كثير: بايعت ليلى في الخلاء ولم يكن شهود على ليلى والعدالة وصف بالمصدر معناه: ذو عدل ، قال تعالى في موضعين: الأول ﭐﱡﭐ ﱸ ﱹ ﱺ ﱠ الطلاق: ٢ وقال تعالى: ﱡﭐ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﱠ المائدة: ٩٥ وقال ابن جنى: قولهم رجل عدل وامرأة عدل إنما اجتمعا في الصفة المذكرة لأن التذكير إنما أتاها من قبل المصدرية فإذا قيل رجل عدل فكأنه وصف بجميع الجنس مبالغة كما تقول: استولى على الفضل وحاز . وقال الفراء: العدل بالفتح ما عدل شيء من غير جنسه والعدل بالكسر المثل تقول عندي عدل غلامك وعدل شاتك إذا كان غلاما يعدل غلاما أو شاة تعدل شاة فإن أردت قيمته من غير جنسه فتحت العين وربما كسرا بعض العرب وكأنه غلط منه قال: وأجمعوا على واحد الأعدال أنه عدل بالكسر والعديل الذي يعادلك في الفوز والقدر وعدل عن الطريق جار وبابه جلس وانعدل عنه مثله وعادلت بين الشيئين وعدلت فلانا بفلان إذا سويت بينهما وبابه ضرب وتعديل الشيء تقويمه يقال عدله تعديلا فاعتدل أي قومه فاستقام وكل مثقف معدل وتعديل الشهود أن تقول إنهم عدول ولا يقبل منها صرف ولا عدل فالصرف التوبة والعدل الفدية ومنه قوله تعالى: ﱡﭐ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭﱮ ﱠ الأنعام: ٧٠ أي وإن تفد كل فداء وقوله تعالى: ﭐﱡﭐ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﱠ المائدة: ٩٥ ؛ أي فداء ذلك والعادل المشرك الذي يعدل بربه ومنه قول ذلك المرأة للحجاج إنك لقاسط عادل . والجور: نقيض العدل جار يجور جوراً وقوم جورة وجارة أي: ظلمة والجور ضد القصد والجور ترك القصد في السير والفعل جار يجور وكل ما مال فقد جار وجار عن الطريق عدل والجور الميل عن القصد وجار عليه في الحكم وجوره تجويرا نسبه إلى الجور . وقال القرطبي: والطغيان مجاوزة الحد فمن قال: الميزان العدل قال طغيانه الجور ومن قال إنه الميزان الذي يوزن به قال طغيانه البخس. قال ابن عباس: أي لا تخونوا من وزنتم له وعنه أنه قال: يا معشر الموالي وليتم أمرين بهما هلك الناس المكيال والميزان ومن قال إنه الحكم قال طغيانه التحريف وقيل فيه إضمار أي وضع الميزان وأمركم ألا تطغوا فيه . وقال الشنقيطي: اعلم أن العدل في اللغة القسط والإنصاف وعدم الجور وأصله التوسط بين المرتبتين أي الإفراط والتفريط فمن جانب الإفراط والتفريط فقد عدل . قال تعالى: ﭐﱡﭐ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽﱠ الرحمن: ٧ والميزان يراد به العدل والآلة التي يعرف بها العدل . وقال الرازي: لا بد من معرفة العدل الذي هو الخط المتوسط بين طرفي الإفراط والتفريط في الأعمال الشهوانية وفي الأعمال الغضبية وفي كيفية إنفاق المال فالمؤمن يطلب من الله تعالى أن يهديه إلى الصراط المستقيم الذ هو الوسط بين طرفي الإفراط والتفريط في كل الأخلاق وفي كل الأعمال . إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم