أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثالثة والسبعون في موضوع "الوارث "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة والسبعون في موضوع (الوارث) وهي بعنوان: *من أمالي الحرم"وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا" ومما ينبغي ان يعلم ان هذا الدعاء ورد في مسانيد متعددة بمناسبات مختلفة ومنها: في مسند عائشة، وفي مسند أ بي هريرة، وفي مسند الزبير ، وفي مسند عبد الله بن الشخير وفي مسند علي ، وفي مسند سعد بن زرارة ، وفي مسند أنس رَضِيَ الله عَنْهُ وتبين من سوق الأحاديث السابقة ما يأتي: رواية حديث الباب الجمع للثلاثة(السمع، والبصر، والقوة)، والضمير العائد عليها بالمفرد وهي رواية المشهورة بلفظ: (وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا)، وهي محل الأشكال، أما باقي الروايات فلا اشكال فيها ولا سيما رواية المثنى، أو عود الضمير المفرد على المفرد، وبعد عرض وأقول العلماء تبين للباحث الأتي: أن الضمير يعود إلى الأثر أي: أجعل أثر السمع، وأثر البصر، وأثر القوة باق بعد موتنا بقرينه قوله صلى الله عليه وسلم: (الوارث)، لا يكون ذلك الا بعد الموت، بعد انتقال العبد من دار الدنيا الى دار الأخرة، فعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ندعو الله ان يمتعنا بهذه الأشياء في حياتنا وان يبقي أثرها بعد موتنا لتكون مدعاة لغيرنا على طاعة الله، أو تعينهم على طاعة الله، أو توظيف ذلك الأثر لينتفع به الخلائق بعد موتنا كالصدقة الجارية وغيرها، والملاحظ أن النص ذكر التمتع بها في الدنيا بقوله:(مَا أَحْيَيْتَنَا)، ثم قال: (وأجعله الوارث منا)، أي: اجعل التمتع بها في الحياة الدنيا وبأثرها بعد الموت؛وهو ما ذكره الأجلة؛ بقوله: (اجْعَل تَمَتعنَا بهَا بَاقِيا عَنَّا موروثا لمن بَعدنَا)، وهو ما يتناسب مع قول الله تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ﴾ [يس: 12]، فـ(قدموا) في الحياة الدنيا، و(واثارهم)، بعد موتهم،فاخبرنا المولى أنه يكتب ما قدم الأنسان في حياته وآثاره بعد موته وهذا من كرم الله بتنزيله الاثار منزلة ما قدمه العبد، وهذا ما نفهمه من قوله صلى الله عليه وسلم: "منا "، أي: الوراثة تكون منا وليس خارجة عنا؛ وهو ما عبر عنه الافاضل بقولهم: (لا كلالة عنَّا)، فاثر السمع والبصر والقوة منا وليس من غيرنا.[الأنترنت – موقع شبكة الألوكة - من أمالي الحرم: واجعله الوارث منا - أ. د. فهمي أحمد عبدالرحمن القزاز ، بتصرف ] الخاتمة الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ،لقد انتهيت من هذا البحث الجميل في يوم 15/8/1441ه في منزلي الكائن في مدينة العقيق بمنطقة الباحة بالمملكة العربية السعودية ، وقد بذلت فيه غاية جهدي وطاقتي ، وعزوت كل نص إلى قائله سواء كان آيات أو احاديث أو اقوال للصحابة أو التابعين أو اتباعهم أو الأئمة أو العلماء أو الدعاة أو طلبة العلم أو الكتّاب أو غيرهم ، وهو أشبه مايكـون بالتفسير الموضوعي ، إن اصبـت فمـن الله ، وإن أخطأ ت فمـن نفسـي والشيـطان ، وأستغفر الله ، اسأل الله أن يجعله علماً نافعاً وعملا صالحا ، وأن ينفع به الكاتب والقاريء والسامع ، والرآي ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وكتبه : د/ مسفر بن سعيد دماس الغامدي؛جوال /0555516289