أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الواحدة والسبعون في موضوع "الوارث "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الواحدة والسبعون في موضوع (الوارث) وهي بعنوان: ووَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ وقال ابن قيّم الجوزيّة : وأما قوله تَعالى: ﴿وَورث سُلَيْمان داوُد﴾ فَهو مِيراث العلم والنبوة لا غير. وَهَذا بِاتِّفاق أهل العلم من المُفَسّرين وغَيرهم وهَذا لأن داوُد عَلَيْهِ السَّلام كانَ لَهُ أولاد كَثِيرَة سوى سُلَيْمان فَلَو كانَ المَوْرُوث هو المال لم يكن سُلَيْمان مُخْتَصًّا بِهِ. وأيضا فَإن كَلام الله يصان عَن الإخبار بِمثل هَذا فَإنَّهُ بِمَنزِلَة أن يُقال ماتَ فلان وورثه ابْنه ومن المَعْلُوم أن كل أحد يَرِثهُ ابْنه ولَيْسَ في الإخبار بِمثل هَذا فائِدَة وأيضا فَإن ما قبل الآية وما بعْدها يبين أن المُراد بِهَذِهِ الوراثة وراثة العلم والنبوة لا وراثة المال قالَ تَعالى ﴿وَلَقَد آتَيْنا داوُود وسليمان علما وقالا الحَمد لله الَّذِي فضلنا على كثير من عباده المُؤمنِينَ وورث سُلَيْمان داوُود﴾ وَإنَّما سيق هَذا لبَيان فضل سُلَيْمان وما خصّه الله بِهِ من كرامته وميراثه ما كانَ لأبيه من أعلى المَواهِب وهو العلم والنبوة ﴿إن هَذا لَهو الفضل المُبين﴾ وكَذَلِكَ قَول زَكَرِيّا عَلَيْهِ الصَّلاة والسَّلام ﴿وَإنِّي خفت الموالِي من ورائي وكانَت أمرَأتي عاقرا فَهَب لي من لَدُنْك وليا يَرِثنِي ويَرِث من آل يَعْقُوب واجعله رب رَضِيا﴾ فَهَذا مِيراث العلم والنبوة والدعوة إلى الله وإلّا فَلا يظنّ بنبي كريم أنه يخاف عصبته أن يرثوه ماله فَيسْأل الله العَظِيم ولدا يمنعهُم مِيراثه ويكون أحق بِهِ مِنهُم، وقد نزه الله أنبياءه ورُسُله عَن هَذا وأمْثاله فبعدا لمن حرف كتاب الله ورد على رَسُوله كَلامه ونسب الأنبياء إلى ما هم بُرَآء منزهون عَنهُ والحَمْد لله على توفيقه وهدايته. [ الأنترنت – موقع تفسير ابن قيّم الجوزيّة — ابن القيم ] * واجعله الوارث منا. ورد في الأحاديث أن من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم: (اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبدا ما أحييتنا،واجعله الوارث منا..) . [الحديث أخرجه الإمام الترمذي، والحاكم وقال: صحيح على شرط البخاري، وحسنه الشيخ الألباني في تخريجه لأحاديث كتاب الكلم الطيب لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.] وقد اختلف أهل العلم في معنى قوله: " واجعله الوارث منا "، واختلافهم فيه ناشئ عن اختلافهم في مرجع الضمير، والراجح أنه راجع إلى المذكور الشامل للأسماع والأبصار والقوة، وعليه فمعنى كون هذه وارثة أن يموت الشخص وهو متمتع بها، بخلاف ما لو فقدها في حياته فإنه سيكون وارثاً لها، لا وارثة له، لأن من شأن الوارث البقاء بعد الموروث، وقد مال بعض النحاة إلى أن الضمير في "اجعله" ضمير مصدر، واختلف هؤلاء في تقدير المصدر المفسر له، فمنهم من قال: هو: تمتعنا، المدلول عليه بمتعنا، ومنهم من قال: هو: الجعل المفهوم من اجعله، وقيل: الضمير راجع على واحد من المذكورات، ويدل ذلك على وجود الحكم في الباقي، وقيل غير ذلك.ولكن الراجح هو القول الأول، إذ لا يسلم غيره من اعتراض غير مندفع.[ الأنترنت – موقع إسلام ويب – المنجد ] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته