أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الخمسون في موضوع "الوارث "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الخمسون في موضوع (الوارث) وهي بعنوان : *خطبة جمعة بعنوان (وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ) (23 ) الحجر، وللموت حكم كثيرة؛ ومنها: وجاء في كتاب “التذكرة” للقرطبي :“أنَّه قيل لبعض الزُّهَّاد: ما أبلغ العِظات؟ ، قال: النظَر إلى الأموات”. وكتب محمَّدُ بن يوسف بن معدان الأصبهاني إلى أخيه عبدالرحمن بن يوسف فقال له: ” فإنِّي مُحذِّرك مُتحوَّلك من دار مُهْلتك إلى دار إقامتك وجَزاء أعمالك؛ فتَصِير في قَرار باطن الأرض بعدَ ظاهِرها، فيأتيك مُنكرٌ ونَكير، فيُقعِدانك وينتَهِراك، فإنْ يكنِ الله معك فلا بأسَ ولا وحشة ولا فاقة، وإنْ يكن غير ذلك فأعاذني الله وإيَّاك من سُوء مصدع، وضِيق مضجع، ثم تتبعك صيحةُ الحشر، ونفخ الصُّور، وقيام الجبَّار لفصْل قَضاء الخلائق، وخلاء الأرض من أهلها، والسَّماوات من سُكَّانها، فباحت الأسرار، وسُعِّرَتِ النار، ووُضِعت الموازين، وجِيء بالنبيِّين والشُّهَداء، ﴿ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الزمر: 75]، فكم من مُفتضح ومَستور، وكم من هالكٍ وناج، وكم من مُعذَّب ومرحوم! فيا ليت شعري… ما حالي وحالك يومئذ؟ ، ففي هذا ما هَدَم اللذَّات، وسلا عن الشَّهوات، وقصَّر الأمل؛ فاستَيْقَظ النائمون وحذَّر الغافلون. أعانَنَا الله وإيَّاك على هذا الخطَر العظيم، وأوقع الدُّنيا والآخرة من قلبي وقلبك موقعها من قُلوب المتَّقين، فإنما نحنُ به وله وجاء في كتاب “حلية الأولياء” عن القعقاع بن عجلان قال: خطَب عمر بن عبدالعزيز، فحَمِدَ الله تعالى وأثنى عليه، وقال:“أيها الناس، إنَّكم لن تُخْلَقُوا عبثًا، ولن تُتْرَكُوا سُدًى، وإنَّ لكم معادًا يجمعكم الله للحُكم فيكم، والفصل فيما بينكم، فخابَ وشقي عبدٌ أخرَجَه الله من رحمته التي وَسِعَتْ كلَّ شيءٍ، وجنَّته التي عرضها السَّماوات والأرض، وإنما يكونُ الأمان غدًا لِمَن خاف الله واتَّقى، وباع قليلاً بكثير، وفانيًا بباقٍ، وشقوة بسعادة، ألا ترَوْن أنَّكم في أسلاب الهالكين، وسيخلف بعدكم الباقون؟! ألا ترَوْن أنَّكم في كُلِّ يومٍ تُشيِّعون غاديًا أو رائحًا إلى الله، قد قضى نحبَه وانقطع أملُه، فتضعونه في بطن صدعٍ من الأرض غير موسَّد ولا مُمهَّد؟! قد خلَع الأسباب وفارَق الأحباب، وواجَه الحساب؟! وايمُ الله إنِّي لأقولُ لكم مَقالتي هذه، وما أعلم عندَ أحدٍ مِنكم من الذنوب أكثر ممَّا أعلم من نفسي، ولكنَّها سننٌ من الله عادلة، أمَر فيها بطاعته، ونهى فيها عن معصيته، واستغفَرَ الله ووضَع كُمَّهُ على وجهه؛ فبكَى حتى لَثِقَتْ لحيته، فما عاد إلى مجلسه حتى مات – رحمه الله. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته