أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثلاثون في موضوع "الوارث "

نبذة عن الفيديو

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثلاثون في موضوع (الوارث) وهي بعنوان :* {يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا } الآية: ﴿ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴾.السورة ورقم الآية: مريم (6). قال الواحدي: ﴿ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ﴾ العلم والنبوة ﴿ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴾ مرضيًّا فاستجاب الله تعالى دعاءه. وقال البغوي في "معالم التنزيل": ﴿ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ﴾ قرأ أبو عمرو والكسائي بجزم الثاء فيهما على جواب الدعاء، وقرأ الباقون بالرفع على الحال والصفة؛ يعني: وليًّا وارثًا، واختلفوا في هذا الإرث؛ قال الحسن: معناه يرث مالي، ويرث من آل يعقوب النبوة والحبورة، وقيل: أراد ميراث النبوة والعلم، وقيل: أراد إرث الحبورة؛ لأن زكريا كان رأس الأحبار، وقال الزجاج: والأولى أن يحمل على ميراث غير المال؛ لأنه يبعد أن يشفق زكريا وهو نبي من الأنبياء أن يرث بنو عمه ماله، والمعنى: أنه خاف تضييع بني عمه دين الله وتغيير أحكامه على ما كان يشاهده من بني إسرائيل من تبديل الدين وقتل الأنبياء، فسأل ربَّه ولدًا صالحًا يأمنه على أُمَّته، ويرث نبوَّته وعلمه؛ لئلا يضيع الدين، وهذا معنى قول عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما. ﴿ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴾؛ أي: بَرًّا تقيًّا مرضيًّا. – [الأنترنت – موقع الألوكة تفسير: (يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا)] وقال السعدى : أي: عبدا صالحا ترضاه وتحببه إلى عبادك، والحاصل أنه سأل الله ولدا، ذكرا، صالحا، يبق بعد موته، ويكون وليا من بعده، ويكون نبيا مرضيا عند الله وعند خلقه، وهذا أفضل ما يكون من الأولاد، ومن رحمة الله بعبده، أن يرزقه ولدا صالحا، جامعا لمكارم الأخلاق ومحامد الشيم. فرحمه ربه واستجاب دعوته وقال الطنطاوي : والمراد بالوراثة فى قوله ( يَرِثُنِي ) وراثة العلم والنبوة والصفات الحميدة . قال الإمام ابن كثير ما ملخصه : " وقوله : ( وَإِنِّي خِفْتُ الموالي مِن وَرَآئِي ) قرأ الأكثرون بنصب الياء من الموالى على أنه مفعول ، وعن الكسائى أنه سكن الياء . . . ووجه خوفه أنه خشى أن يتصرفوا من بعده فى الناس تصرفاً سيئاً . فسأل الله ولداً يكون نبيا من بعده ليسوسهم بنبوته . . . لا أنه خشى من وراثتهم له ماله . فإن النبى أعظم منزلة وأجل قدراً من أن يشفق على ماله إلى هذا الحد ، وأن يأنف من وراثة عصبته له ، ويسأل أن يكون له ولد ليحوز ميراثه دونهم . وقد ثبت فى الصحيحين من غير وجه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا نورث ما تركنا صدقة " وفى رواية عند الترمذى بإسناد صحيح : " نحن معاشر الأنبياء لا نورث " . إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته