أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثامنة والعشرون في موضوع "الوارث "
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثامنة والعشرون في موضوع (الوارث) وهي بعنوان :*ميراث الجنة : وهذا من رحمته -سبحانه وتعالى- بخلقه حيث جعل العمل الصالح سبباً لدخول الجنة، وذلك بعد تفضله ورحمته، وذلك لأن الإنسان لو عمل ما عمل من الأعمال فإنه لا يمكن أن يؤدي حق نعمة من نعم الله عليه، ولذلك قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: (لن ينجى أحداً منكم عمله). قالوا: ولا أنت يا رسول الله، قال: (ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل). يقول هذا -عليه الصلاة والسلام- مع أنه سيد العابدين، وإمام المتقين، والذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؛ فعن عائشة-رضي الله عنه- قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا صلَّى قام حتى تفطر رجلاه، قالت عائشة: يا رسول الله أتصنع هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: (يا عائشة أفلا أكون عبداً شكوراً). وهذا من تمام علمه بربه، وشدة خشيته له، وعظم تواضعه، وعلو إخلاصه في عمله، ومن تمام شكره لربه، وهذا حال من وفقه الله واصطفاه. فأن العابد المخلص لربه لا يرى لنفسه عملاً، وإنما يرى إنعام الموفق لذلك العمل؛ قال الله -تعالى-: {حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ} سورة الحجرات. وأنه إذا قيس العمل بالنعم لم يف بمعشار عشرها...وتأمل ما هو حال الفطناء في هذا الأمر؟؛ فهؤلاء الملائكة الذين قال الله عنهم: {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} سورة التحريم. وقال: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ} سورة الأنبياء(20)، ومع ذلك جاء في الأثر أنهم يقولون: ما عبدناك حق عبادتك. وهذا إبراهيم الخليل -عليه السلام- يقول: {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي} سورة الشعراء(82). مع أنه صبر عندما ألقي في النار، و سلم ولده إسماعيل- عليه السلام- للذبح. ورسول الله -صلى الله عليه و سلم-(كما سبق) أنه كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه، ومع هذا يقول: (ما منكم من أحد ينجيه عمله). قالوا: ولا أنت؟ قال: (ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته). وأبو بكر الصديق-رضي الله عنه- يقول: وهل أنا و مالي إلا لك يا رسول الله. و عمر الفاروق -رضي الله عنه-يقول: لو أنَّ لي طلاع الأرض لافتديت بها من هول ما أمامي قبل أن أعلم ما الخبر. وابن مسعود-رضي الله عنه- يقول: ليتني إذا مت لا أبعث. وعائشة -رضي الله عنها- تقول: ليتني كنت نسياً منسياً. وهذا شأن جميع العقلاء، -فرضي الله عن الجميع-. وأما من قلة فهمه، وانتكست فطرته، واغتر بعمله، فإنه يؤدي به إلى الهاوية، فهذا الرجل العابد من بني إسرائيل قيل أنه عبد الله خمسمائة سنة في جزيرة، وأخرج له كل ليلة رمانة، وسأل الله –تعالى- أن يميته في سجوده، فإذا حشر قيل له: أدخل الجنة برحمتي، قال: بل بعملي، فيوزن جميع عمله بنعمة واحدة فلا يفي، فيقول: يا رب برحمتك... إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته