أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية والعشرون في موضوع "الوارث "
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية والعشرون في موضوع (الوارث) وهي بعنوان : * {أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون} : لما ذكر الله تعالى أعمال المؤمنين وصفاتهم الحميدة، وأفعالهم الرشيدة، بشرهم سبحانه بحسن العاقبة، وميراث الجنة. فقال تعالى: «أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون». وهذه بشارة ما أعظمها بشارة لهؤلاء الذين عظمت أعمالهم، واتصفوا بصفات الكمال البشري، فالتزموا طريق الرشاد وابتعدوا عن الشر والفساد، وكانت جميع أعمالهم في طاعة رب العباد، فحفظهم الله من الغي والفساد، فسلموا في الدنيا وغنموا في الآخرة جنة عرضها الأرض والسماوات، وهذه غاية ورجاء كل مؤمن صادق الإيمان، أن يكون ممن يرثون الفردوس خالدا فيها، وتبشرهم الآيات بميراث الفردوس الأعلى في الجنة، وأنهم فيها خالدون، فلا يزول عنهم نعيم الجنة أبدا وهم فيها خالدون، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. ومن دعائهم ما جاء في قوله تعالى: «وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور. الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب. (فاطر: 24-25)، ويقول تعالى: يدعون فيها بكل فاكهة آمنين. لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم. (الدخان: 55-56)، والمؤمن في دعائه يسأل الله الفردوس الأعلى في الجنة، وهو يسأل الله بعمله الطاعات، وحسن العبادة، فيسارع في الطاعات وفعل الخيرات، ولا يكفي كما يتصور البعض مجرد الدعاء، وحسن الظن بالله بل لا بدَّ من حسن العبادة والعمل، حيث ثبت في الصحيحين أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس، فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة، ومنه تفجر أنهار الجنة، وفوقه عرش الرحمن. رواه البخاري، وقوله تعالى: «أولئك». تدل على التعظيم والرفعة وعلو منزلة المؤمنين في الآخرة. و«الوارثون»: أي يرثون منازل أهل النار في الجنة، لأنّ الله تعالى خلق لكل إنسان منزلا في الجنة ومنزلا في النار، فأما المؤمن فيرث منزل الكافر في الجنة، ويرث الكافر منزل المؤمن في النار، يؤيد هذا ويوضحه ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه. عن النبي. صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى جعل لكل إنسان مسكنا في الجنة ومسكنا في النار، فأما المؤمنون فيأخذون منازلهم ويرثون منازل الكفار، ويجعل الكفار في منازلهم». رواه ابن ماجة، وقال القرطبي: ويُحتمل أن يُسمى الحصول على الجنة وراثة من حيث حصولها لهم من دون غيرهم، والفردوس ربوة في الجنة وأوسطها وأفضلها. وتحدث القرآن عن ميراث المؤمنين المتقين للجنة،وهذا ما وعدهم به رب العالمين. يقول تعالى: «تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا». (مريم: 63) ، قال ابن كثير في تفسيره: أي هذه الجنة التي وصفنا بهذه الصفات العظيمة هي التي نورثها عبادنا المتقين، وهم المطيعون لله عز وجل في السراء والضراء، والكاظمون الغيظ والعافون عن الناس. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته