أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثالثة عشرة في موضوع "الوارث "
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثالثة عشرة في موضوع (الوارث) وهي بعنوان : القدرة : واسم الله «الوارث» يكشف حقيقة التملك عند الخلائق، فملكهم إلى زوال، وهو ملك ناقص ومؤقت غير دائم، ناقص من ناحية الكم إذ يبقى محدوداً بما وهبه الله، ومن ناحية القدرة على التصرف شرعاً وقدراً، ومآله إلى زوال، ثم يتركه إلى ورثته، بينما ملك الله شامل وكامل لا يعتريه نقص، وباق دائم لا يعتريه زوال، فهو الوارث على جهة الشمول والكمال. وبقاء المخلوقات في الجنة لا يعني أنها تشارك الله في البقاء، وكذلك فإنها لا تتعارض مع اسم الله الوارث، لأن خلد الجنة وأهلها إلى ما لا نهاية إنما هو بإبقاء الله وإرادته، فالبقاء عندهم ليس من طبيعة المخلوقات ولا من خصائصها الذاتية، بل من طبيعتها جميعاً الفناء، أما صفات الله عز وجل فهي صفات باقية ببقائه وببقاء ذاته سبحانه وتعالى له فهو الوارث لجميع الخلائق في الدنيا والآخرة.[الأنترنت- موقع الإتحاد - «الوارث» .. تفرد بالبقاء بعد هلاك كل شيء إلا وجهه- أحمد محمد ] *الموت بوابة الخروج : لذلك كلمة " الوارث " هذا المال ليس لك ، هذا البيت لن تبقى فيه إلى أبد الآبدين ، هذه الزوجة الرائعة لن تبقى معها ، إما أن تغادرك ، أو أن تغادرها ، هذا المحل التجاري ، هذا المكتب الفخم ، هذه السيارة الفارهة ، هذا الذي تستمتع به ، لا يمكن أن يبقى لك دائماً . بالمناسبة ، يستطيع واحد منا وأنا معكم أن يقول أنا أستيقظ كل يوم كاليوم السابق إلى ما شاء الله ؟ مستحيل ، لابدّ أن يطرأ علينا طارئ في أحد الأيام ، هذا الطارئ لا نعلم ، من الدماغ ، من القلب ، من الكليتين ،من الكبد ، بحادث سير لا نعرف،هذا المرض الذي ينهي الإنسان أنا أسميه بوابة الخروج،ماذا أعددت لبوابة الخروج؟ . [الأنترنت- موقع الكلم الطيب...للدكتور محمد راتب النابلسي] *العمل الصالح في الحياة الدنيا ثمن للآخرة : الآن الله جعل العمل الصالح في الحياة الدنيا ثمناً للآخرة ، جعل من العمل الصالح في الدنيا ثمناً للآخرة ، فالإنسان وهو في الجنة يقول : لولا أن الله جاء بنا إلى الدنيا ، وفي الدنيا تعرفنا إلى الله ، تعرفنا إلى أسمائه الحسنى وصفاته الفضلى ، تعرفنا إلى عظمته ، أطعناه، عبدناه ، أدينا الصلوات الخمس ، صمنا رمضان ، حججنا بيت الله الحرام ، أنفقنا من أموالنا ، حضرنا مجالس العلم ، لولا أن الله أورثنا الأرض ، وفي الأرض تعرفنا إلى الله ، وتبنا إليه ، واصطلحنا معه ، وقدمنا الأعمال الصالحة ، لما كنا في الجنة ، الآن هذا معنى الآية : " وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ "لولا أننا جئنا إلى الأرض،وعرفنا ربنا في الأرض،واستقمنا على أمره في الأرض،وعملنا الأعمال الصالحة ، لما كنا في الجنة . كما يمر الطبيب أمام جامعته ، لولا أنني التحقت في الجامعة ، وأمضيت سنوات سبع ، أدرس ، وأحضر ، وأذاكر ، وأتابع ، وأجرب ، لما كنت في هذه الحياة المريحة بعد التخرج ، وقال تعالى : " تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيّاً " [مريم:63] . [الأنترنت- موقع الكلم الطيب...للدكتور محمد راتب النابلسي] إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته