أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية عشرة في موضوع "الوارث "
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية عشرة في موضوع (الوارث) وهي بعنوان :*الإطلاق والتعظيم وجاء هذا الاسم في القرآن الكريم بصيغة الجمع، ورد على سبيل الإطلاق والتعظيم كما في قوله تعالى: (وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلاً وكنا نحن الوارثين)، «سورة القصص: الآية 58»، وقوله: (وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون)، «سورة الحجر: الآية 23»، وورد في دعاء زكريا عليه السلام: (وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين)، «الأنبياء: الآية 89»، وورد في موضع واحد بصيغة الفعل، في قوله تعالى: (إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون)، «سورة مريم: الآية 40». قال الإمام الغزالي: إن «الوارث» هو الذي ترجع إليه الأملاك بعد فناء المُلاك، إذ هو الباقي بعد فناء خلقه، وإليه مرجع كل شيء ومصيره، وهو القائل: «لمن الملك اليوم»، وهو المجيب «لله الواحد القهار». والإمام الرازي يقول، الوارث مالك جميع الممكنات هو الله سبحانه وتعالى، ولكنه بفضله جعل بعض الأشياء ملكاً لبعض عباده، فالعباد إنما ماتوا وبقي الحق سبحانه وتعالى. وارث الخلق : وقال الزجاج، الوارث كل باق بعد ذاهب فهو وارث، والله عز وجل وارث الخلق أجمعين، لأنه الباقي بعدهم وهم الفانون، كما قال عز وجل:(إنانحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون) ، «سورة مريم: الآية 40». وقال الحليمي، الوارث معناه الباقي بعد ذهاب غيره. ويقول ابن الأثير، الوارث هو الذي يرث الخلائق، ويبقى بعد فنائهم، ومن شرح الإمام الخطابي لهذا الاسم قوله، الوارث هو الباقي بعد فناء الخلق، والمسترد أملاكهم وموارثهم بعد موتهم، ولم يزل الله باقياً مالكاً لأصول الأشياء كلها، يورثها من يشاء ويستخلف فيها من أحب. ويقول الإمام البغوي عند تفسير قول الله تعالى: (وأنت خير الوارثين)، أثنى على الله بأنه الباقي بعد فناء الخلق، وأنه أفضل من بقي حيا. واسم الله الوارث يدل على ذات الله وعلى صفة البقاء المطلق، ويدل على الحياة والقيومية، والقوة والأحدية، والقدرة والصمدية والكبرياء والعزة، والملك والعظمة، وكل ما يلزم لمعنى البقاء وما يترتب عليه، واسم الله الوارث دلّ على صفة من صفات الذات والفعل معاً. *المالك لكل المملوكات : إذا مات جميع الخلائق وزال عنهم ملكهم، كان الله تعالى هو الباقي الحق، المالك لكل المملوكات وحده، والوارث سبحانه هو الباقي وغيره هالك فان، والخلائق يتعاقبون على الأرض، فيرث المتأخر المتقدم، والولد والده، ويستمر التوارث حتى ينقطع حبل الحياة، ولا يبقى في الأخير غير الله الوارث الكبير، فالوارث سبحانه هو الباقي بعد فناء الخلق، أو الوارث لجميع الأشياء بعد فناء أهلها، قال تعالى: (ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير)، «سورة آل عمران: الآية 180». و«الوارث» صفة من صفات الله جل جلاله، الذي أورث المؤمنين ديار الكافرين في الدنيا، كما قال تعالى: (وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطأوها وكان الله على كل شيء قديراً)، والذي أورث المؤمنين مساكنهم في الجنة، (وقالوا الحمد له الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء)، «سورة الزمر: الآية 73». إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته